‏  2 دقائق للقراءة        386    كلمة

بعد أن وصل التلميذ محمد حسن(6 أعوام) إلى مدرسة قحزمه بـ عزلة الحديدية بمديرية الجبين محافظة ريمة، أخبره المدرسون هناك أن المكان ممتلئ ومزدحم، خصوصاً أن المدرسة تتكون من ثلاثة فصول أساسية فقط! وهو الأمر الذي جعل إدارة المدرسة بأن تجعل من العراء مكاناً يتلقى فيه الطلاب حصصهم الدراسية تحت كومة من الأشجار التي وضعت بشكل نصف دائري لتحمي الطلاب من حرارة الشمس.

مدرسة مُهملةطلاب مدرسة قحزمة تحت الأشجار

يقول الأستاذ منصور محمد صغير مقبل-  مدير المدرسة أن من أكثر العوائق التي واجهت المدرسة هو عدم وجود قبول من المدرسين للعمل في المدرسة نظراً لمكانها النائي الذي يفتقر للخدمات وهو الأمر الذي أدى إلى توقف المدرسة لسنوات عديدة وحرمان الطلاب من أداء دروسهم في المدرسة التي تقع في قحزمة وادي البوره بمنطقة الحديدية بالجبين ريمة.

ويضيف لـ”ريمة بوست”، “حاولنا إستئناف العملية التعليمية فيها بأربعة مدرسين فقط ومع ذلك نواجه مشكلة عدم وجود الفصول الكافية والكادر الذي يغطي حاجة الطلاب من الدروس والحصص”.

إقبال من الطلاب وخدمات ضعيفة

يقول الصحفي في ” ريمة بوست” هايل الحديدي، إن إقبال الطلاب على تلقي الدروس والحصص في المدرسة أمرٌ محفز، ولكن الخدمات الضعيفة وعدد الكادر التدريسي لا يفي بالغرض خصوصاً أن المنطقة معزولةً عن الخدمات. ومشيرا أن لولا جهود مدير المدرسة لكانت المدرسة مغلقة كما كانت في السابق، وتمثلت جهود الأخير في إقامة عدة فصول بشكل بسيط وتحت الأشجار لتستوعب عدد الطلاب.

إلى ذلك، يناشد الناشط الحقوقي عبدالله الأحمدي منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “يونيسيف” والجهات المعنية، بالتدخل لتخفيف وطأة المعاناة عن هؤلاء الطلاب الذين يفترشون الأرض بما فيها من زواحف وحشرات وغيرها من أجل تلقي العلم. ومضيفاً أن أبناء هذه المنطقة الواقعة بين سهول تهامة وجبال ريمة يفتقرون إلى أبسط الخدمات وأنهم قد أخذوا من قساوة الحياة ما يكفيهم لمئة عام، كما أكد الأحمدي أن بناء عدة فصول دراسية وتوفير عدد بسيط من المُدرسين سيكون أمراً مبهجا لأهالي المنطقة وأبنائهم الطلاب.

وتعدُّ الحديدية من المناطق الواقعة بين السهل التهامي وجبال ريمة ، وتفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية. وكانت قد توقفت مدرسة قحزمه منذ عدة سنوات، ولكنها إستأنفت نشاطها منذ وقت قريب، بحيث بلغ عدد طلابها هذا العام أكثر من مئة وسبعون طالباً، ولكنها تواجه صعوبات عديدة تهدد إستمرارها في أداء عملها للطلاب والطالبات في المنطقة.