في قلب عاصمة ريمة مركزٌ صحي مُتهالك يشكو الإهمال

‏  3 دقائق للقراءة        561    كلمة

خلف أبواب ونوافذ مُتهالكة يقضي العاملون في المركز الصحي بمركز محافظة ريمة ساعات عملهم وسط موجة قلق من سقوط سقف المبنى المُهترئ.

 

في طريقك إلى غرفة المرضى تواجهك الحشرات والزواحف التي جعلت من حطامات سقف المكان وجدرانه مسرحاً للبقاء والتكاثر فيه فنوافذه المحطمة وفّرت لها مسلكا آمنًا فقد ظل المركز مقراً لإحدى الجهات التي افترشت منه مكان لممارسة عملها لقرابة عشرة أعوام ثُم عاد إلى حضن القطاع الصحي لكنه هذه المرة أكثر تهالكاً وعرضة للأخطار.

بالنظر لموقعه يعتبر مركز الجبين الصحي مرفق مهم بالنسبة للسكان الذين يسكنون حوله، ويعمل فيه 7 عاملين صحيين ومتطوعَين اثنين، ويعد من أهم المراكز التي تقدم خدماتها الصحية للمواطنين، إذ يقع في منطقة تتوسط الكثير من التجمعات السكانية، ويقدم خدمات التغذية، وصحة الطفل، والصحة الإنجابية، والتطعيم، والمعاينة والمجارحة وضرب الإبر، وتقديم الأدوية العديدة والمجانية.

مكان مفتوح وتغذية مفقودة

وعلى الرغم من الأهمية التي يلعبها المرفق، غير أن وضعه الحالي لا يُشير لملامح الصحة والتعافي حيث أن الخدمات التي يقدمها لمرتاديه تتضاءل بسبب الإهمال الذي يعانيه فخلال الفترة القليلة الماضية تعرضت التغذية الموجودة في المركز للسرقة، إذ استغل لص مجهول النوافذ المكسورة وتسلل منها وسرق كميات من التغذية “بلمبي سب” التي قدمتها منظمة عبس للمركز، الأمر الذي دفع مدير المركز لإصلاح نوافذ تلك الغرفة، بحسب سميرة الأنسي مسؤولة التغذية بالمركز.

مخاطر محتملة

تقول صباح العروسي، وهي إحدى العاملات في المركز، “هناك تخوف كبير من العمل. نحنُ لا نعرف في أي وقت قد يقع سقف المركز علينا. وعلى الرغم أن المكان لا يوحي بتاتًا أنه مركز صحي والصعوبات التي تواجهنا إلا أننا نحاول جاهدين أن نقدم الخدمة الصحية الكاملة التي تساعد على خدمة المواطن”،ولا تقتصر معاناة المركز على ذلك بل انه يفتقر الى طبيب متخصص باستثناء عاملة واحدة مساعدة طبيب فيما البقية ممرضات.

وقد مثّلت حالة مبنى المركز المتهالك خطرا على العاملين فيه. حيث أنهم عند هطول الأمطار يفضّلون الخروج من المركز والابتعاد قليلا، خوفا من أن تتساقط وتنهار الأسقف عليهم، خصوصا أن الماء يتسرب من خلالها إلى الداخل بشكل دائم، حد قولهم.

جهود محدودة وامكانيات منعدمة

رغم الجهود الذي بذلها مدير المركز والعامليين الصحيين لترميم وتنظيف المبنى المتهالك، إلا أنه ما يزال غير مؤهلا للعمل الصحي، إذ يفتقر إلى أبسط المرفقات، فحتى حماماته غير صالحة للاستخدام، كما أنه يعاني من نقص في الأجهزة الطبية، وفقا لصباح العروسي الذي تقول أن المركز يفتقر لأجهزة مخبريه مثل الميكروسكوب ،السنترفيوج(جهاز الترسيب) إضافة الى افتقاره الى ادوات الجراحة وكراسي الولادة والاتوكلاف للتعقيم.

في السياق ذاته، يقول علي الشاوش مدير المركز الصحي، أنه منذ افتتاح المركز أي نهاية يناير المنصرم، قام بكل جهده وجهود العاملين معه بترميم ما يمكن ترميمه من أجزاء المبني ونوافذه، غير أن الأثر يبدو غير واضحا بسبب أن المبنى متهالك بشكل كبير. وأشار الشاوش، في حديثه لـ”ريمة بوست” أنه تلقى وعود من قِبل الدكتور طلال الجبري مدير مكتب الصحة، عند زيارته للمركز، تتضمن تنفيذ ترميمات داخلية للمركز.

مؤكداً على أهمية ترميم وتأهيل المركز الصحي لما يسهم في تقديم خدماته دون صعوبات أو أخطار تواجه عاملي المركز ومرتاديه. ومنذ انشاء ريمة محافظة في مطلع عام ٢٠٠٤ما زالت تفتقر إلى مرافق طبية وصحية لتقديم الخدمات للمواطنين.

تحرير:ريمة بوست