ريمة بوست/مطهر الخضمي
يونس علي 13 عامًا، واحدٌ من أطفال مديرية الجعفرية بريمة الذين أجبرتهم ظروف الحرب للتوقف عن الدراسة والسفر إلى صنعاء لطلب الرزق، خصوصًا أن والده أحد العاملين في قطاع التعليم الذين انقطعت رواتبهم منذ ما يقارب ثلاثة أعوام.
يتحدث يونس بأسلوب متزن وكأنه يكبر سنّه بثلاثة أضعاف “فلت الدراسة وطلعت صنعاء أطلب الله، مابش خراج من الدراسة”( تركت الدراسة وسافرت إلى صنعاء أشتغل لأنه لا فائدة من الدراسة).
ويضيف لريمة بوست “أبي بلا راتب وأنا أشتغل وأساعده بمصاريف البيت، والحمدلله والله إني أشتغل وربي كريم يرزقني من فضله”.
يعمل يونس في بيع إكسسوارات الهواتف النقالة، حيث يجول في شوارع وأسواق صنعاء حاملا كرتونا مليئا بالإكسسوارات، كبائع متنقل. ثم يعود للمبيت في العُزبة التي يسكنها مع مجموعة من أقرانه يعملون أيضا في نفس المهنة. ( العُزبة: مشتقة من العزاب وهي غرفة يسكنها مجموعة من الأشخاص دون وجود نساء معهم).
ويتحمل أطفال ريمة المسؤولية في سن مبكر سواء الفتيات منهم أو الفتيان، حيث يعملن الفتيات في أعمال البيت إضافة إلى التحطيب وحمل الماء ورعي المواشي، بينما يعمل الفتيان أيضا في أنشطة الزراعة والرعي في حين يضطر البعض منهم للسفر إلى محافظات يمنية أخرى للبحث عن عمل.
وبينما يحتفي الأطفال بيومهم العالمي، هكذا يبدو واقع الأطفال في ريمة، معاناة متراكمة فرضتها عليهم الحرب والظروف المعيشية والجغرافيا الجبلية التي تفتقر إلى أبسط الخدمات. والتي أجبرت الآلاف من الأطفال إلى ترك مقاعدهم الدراسية، وحالت دون حصولهم على الرعاية الصحية الكاملة والأمن الغذائي.