الطريق الذي أعاد الأمل للأهالي في السلفية

أثناء العمل في رصف الطريق
أثناء العمل في رصف الطريق
‏  4 دقائق للقراءة        798    كلمة

طريق جبلية وحيدة تربط قرى (العبر، طنجل، المخنقة) بالخط الاسلفتي الرئيسي بمديرية السلفية، لكن شكاوى الأهالي تقول إن العبور فيها مسألة محفوفة بالصعوبات والمخاطر، إذ لا يمكن سوى لسيارات الدفع الرباعي اجتياز عقباتها الجبلية الوعرة، أما في مواسم الأمطار فغالبًا ما تصبح الطريق مهجورة بعد جرف السيول أجزاء كبيرة منها، مسببةً إغلاقها لأيام.

تلك الصعوبات أثرت على المواطنين وتسببت بمعاناتهم، ودفعت بعضهم للانتقال إلى محافظات أخرى، أو إلى مناطق قريبة من الطريق الرئيسي.. المواطن منصور علي، 43 عامًا، أحد أبناء المنطقة، انتقل للعيش في منطقة قريبة من الخط الرئيسي، يشكو قائلاً: “أرهقنا صعود النقيل (الجبل) مما اضطررنا أنا وبعض الجيران من النزول إلى الخط الاسفلتي وشراء أراضي بجوار الخط بأسعار خيالية من أجل الاستقرار”.

أما عبدالله الثميلي،50 عامًا، عاقل المنطقة، فيقول: “أكثر ما نعانيه هو نقل الأمراض حيث نضطر إلى حمل الأمراض على سرير جنائز الموتى عندما نسعفهم لا سمح الله”. ويضيف لـ “ريمة بوست”، أنهم يعانون دائمًا في نقل المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية وغيرها من متطلبات الحياة.

 

بارقة أمل

 

لم تستمر تلك المعاناة كثيرًا بعد أن قابلها الأهالي بجهود مجتمعية تهدف لوضع حد لها من خلال طرق أبواب الجهات المعنية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، إذ يقول المواطن محمد صالح،27 عامًا، “رصف الطريق وحل الصعوبات التي تواجهنا كان حلم لسنوات طويلة لم نتمكن من التخفيف منها رغم معاملاتنا في عدة جهات حكومية وغيرها”.

ويضيف لـ “ريمة بوست”، أن تلك الجهود تكللت أخيرًا بموافقة الصندوق الاجتماعي للتنمية على تبني مشروع رصف طريق (العبر، طنجل، المخنقة)، وهو الأمر الذي كان بارقة أمل للأهالي الذين أبدوا استعدادهم للتعاون وتقديم العون بكل امكانياتهم من أجل نجاح المشروع الذي سيخدم العديد من التجمعات السكانية وسيخفف من معاناتهم في التنقل والسفر.

قام الأهالي حينها بتشكيل لجنة مجتمعية لدعم مشروع رصف الطريق تنفيذ وتذليل الصعوبات التي قد تواجه المشروع، وبادروا بإحضار “دركتل” لمسح الطريق استعدادًا لبدء عملية الرصف، وبالفعل دشن الصندوق الاجتماعي للتنمية مشروع الرصف مطلع الشهر الجاري بطول يقارب كيلو متر وعرض أربعة أمتار، وميزانية بلغت 85 مليون ريال يمني. حيث بدأ مطلع يونيو الجاري تنفيذ المرحلة الأولى من عملية الرصف بطول أربعمئة متر.

أثناء العمل في رصف الطريق
أثناء العمل في رصف الطريق

 

التفاف مجتمعي

 

في ظل التفاعل الكبير مع عملية الرصف، أبدى العديد من المواطنين استعدادهم للعمل الطوعي في تنفيذ المشروع وتوفير الاحتياجات حسب الامكانيات.. حيث يقول عبدالله الثميلي، عاقل المنطقة “نحن نسهل للمقاولين عملية توفير الأحجار والمكان والفرش والطعام وكل ما يحتاجونه ان شاء الله”. مؤكدًا أن اللجنة المجتمعية بتعاون الجميع، تساهم بقدر امكانياتها للإنجاح مشروع الرصف الذي يجري العمل فيه حاليًا.

إلى ذلك، يؤكد يحيى الجباهي، المقاول المنفذ لعملية الرصف، أن رصف الطريق تجري على قدم وساق وسيتم انجاز المرحلة الأولى خلال شهرين إذا استمر العمل بذات الوتيرة.

ويضيف لـ “ريمة بوست، أن بالرغم من الصعوبات التي تواجه العمل، أبرزها شحة المياه وعدم وجود مقاطع أحجار قريبة من مكان العمل، إلا أن جهود اللجنة المجتمعية تساعد في تذليل هذه الصعوبات بشكل كبير، معبرًا عن شكره لتعاونهم، ومتمنيًا استمرارها ليتم انجاز العمل في فترة قصيرة.

بينما تتواصل عملية الرصف، لا يخفي المواطنين ارتياحهم الكبير من تحقق المشروع الذي يعتبر شريان حياة لقراهم الجبلية.. “أشعر بسعادة وأنا أرى أحجار الرصف تتجمع لتشكل عقداً من اللؤلؤ المترابط لتسهيل سبل العيش في القرى المستفيدة”. يعبر المواطن منصور علي،43 عامًا.

في حين يشير المواطن عبده سعد، 48 عامًا، أحد سكان قرية المخنقة، إلى أنهم كانوا يحلمون بمشروع وجود الطريق ولكن الأن أصبحت حقيقة بفضل الله وتعاون الجميع، لافتًا إلى المعاناة التي كانوا يتكبدوها.. “ما نحتاجه كان يصل إلينا بشق الأنفس من حاجات من مواد حتى أبسط الأشياء، وأكثر الناس هاجروا إلى المدن وتركوا القرية بحثًا عن حياة أسهل”.

 

تحرير ريمة بوست