سلامة امرأة اربعينية تتحدى الظروف المعيشية بريمة

تصوير محمد المخلافي
‏  3 دقائق للقراءة        576    كلمة

لم يكن أمامي سوى اني اشتغل أو اخرج وأمد يدي للناس”، بهذه الجملة بدأت سلامة علي 45 عاما، حديثها عن عملها في بيع اللحوح في منطقة الحدية بالجعفرية.

منذ عشرون عاما بدأت سلامة علي، عملها الخاص والذي يتمثل في طهي اللحوح وبيعها في دكان صغير يتوسط سوق الحدية، كي تتغلب على الظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة، وتساهم في إلحاق أبنائها بالمدرسة، فزوجها عامل زراعي، يعمل في المواسم الزراعية فقط، ودخله المادي لا يغطي احتياجات الحياة وايجار المنزل الذي يسكنوه، وتكاليف دراسة الأطفال.

لم تقف سلامة عاجزة أمام الوضع المادي الصعب بل اختارت العمل لتساعد زوجها وأطفالها، متغلبة على ثقافة المجتمع الريفي الذي يعيب ثقافة عمل المرأة في البيع أو الشراء. تقول “نحن نضارب الدنيا. زوجي ما حصل شغل واذا حصل ما يكفينا الذي يدوهوا له و انا قمت اشتغل واشقى على نفسي وعلى عيالي وأعاون زوجي”،(نكافح الحياة، زوجي لم يجد عملا، وإذا وجد لا يكفي ما يجنيه لي ولأطفالي، وأنا قمت أشتغل لأساعد أطفالي وزوجي).

 

تصوير محمد المخلافي

بداية الأمر لاقت سلامة صعوبات عديدة، ولكنها حاولت التغلب عليها، فلم يكن من السهل عليها، شراء أدوات واحتياجات لبدء العمل، كـ الدقيق وغيره، وتوفير مكان في السوق لتبيع فيه اللحوح. غير أنها حتى الآن تعاني من مشقة البحث عن الحطب ونقله من أماكن بعيدة، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة، عندما انعدمت مادة الغاز المنزلي وارتفاع أسعارها بشكل كبير، حد قولها.

وتضيف في حديث لـ”ريمة بوست” أنها ما زالت تمارس عملها في بيع اللحوح، منذ عشرون عاما، وتكافح هذه الحياة التي تزداد ظروفها تعقيدا كل يوم، دون أن تمل أو تكل. وقد حرصت من خلال العائد المادي البسيط التي تجنيه من عملها، على تعليم أبنائها التسعة، 5 ذكور و 4 اناث، إلا أن ارتفاع أسعار الاحتياجات المعيشية خلال السنوات القليلة الماضية، وعجزها عن توفير أدوات الدراسة من قرطاسية وغيرها، اضطرها إلى توقفهم عن الدراسة.

 

تصوير محمد المخلافي

وتعيش سلامة مع أولادها وزوجها العاطل عن العمل كونه لا يعمل إلا في مواسم الزراعة، إذ تقول: “وين يشتغل. انت داري كيف الدنيا جحر ومابش مطر ومابش اعمال، قدحنا الا هكذا نمشي والحمد لله”،(اين يشتغل؟ أنت تدري أن الأرض هذه الأيام في قحط وليس هناك أمطار ولا يوجد أعمال، نحن نيسر أمورنا والحمدلله).

وتضيف أنه رغم العائد البسيط التي تجنيه من عملها، إلا أنه أفضل من أن تجلس وتنتظر ليعطيها الناس، وترى أن عمل المرأة يزيدها رفعة وثقة بنفسها، حيث تشير في حديثها للنساء المعدمات اللاتي لا يعملن قائلة: “ضروري يشوفين لهن مهرة احسن ما الواحدة تخرج السوق تمد يده للناس، وأنا الحمد لله عمري ما مديت يدي لاحد”،( من الضرورة أن يبحثن لهن عن عمل أو يتقن أي مهنة، أفضل لهن من أن تمد اليد للآخرين)، أنا الحمدلله عمري ما مديت يدي لأحد.