“فرحة لا تكتمل”.. عن بهجة العيد المسلوبة

طفل ينقل المياه إلى منزله على ظهر الحمار بالجبين
‏  5 دقائق للقراءة        963    كلمة

بالرغم من فرحة المواطنين في محافظة ريمة بقدوم عيد الفطر المبارك إلا أن هناك دائمًا ما يعكّر تلك الفرحة ويحول دون عيشها بكامل تفاصيلها، في ظل وجود العديد من الصعوبات التي تنعكس على نفسية المواطن، كـ ارتفاع الأسعار وانعدام مادة الغاز المنزلي وشحة المياه وارتفاع أسعار المواصلات نتيجة غلاء المشتقات النفطية.

ملابس باهظة

استعدادًا لاستقبال عيد الفطر، يُقبل المواطنون في ريمة على الأسواق لشراء احتياجاتهم العيدية، كالملابس والمكسرات والحلويات، لكن تبقى أسواق الألبسة هي الأكثر إقبالاً، رغم الارتفاع الغير مسبوق في أسعارها، والذي أثقل كاهل الكثير من الأسر التي تعمل جاهدة لتوفير الاحتياجات الضرورية، في ظل التدني الاقتصادي وتردي مستوى الدخل نتيجة الحرب المندلعة منذ ما يقارب ثمانية أعوام.

المواطن جمال يحيى، 43 عامًا، أب لأربعة أولاد وطفلتين، يتحدث أن بالرغم من فرحة قدوم العيد إلا أن ثقل متطلباته في ظل هذا الوضع المعيشي المتدني، يعكّر تلك الفرحة ويجعله كضيف ثقيل على الكثير من الأسر الفقيرة أو حتى ذوي الدخل المحدود.

يضيف لـ”ريمة بوست”، وهو عامل زراعي، أن أسعار الألبسة ارتفعت بشكل كبير وفاقمت الأوضاع المادية لمعظم الأسر، مشيرًا إلى أنه اشترى فستانًا صغيرًا لإحدى بناته ذات السبعة أعوام، بسعر ثمانية آلاف ريال، وأن أسعار ملابس الأطفال والبنات تباع بأسعار باهظة تفوق جودتها وقيمتها الحقيقية.

ويعزو بعض التجار ارتفاع أسعار معظم أنواع الملابس هذا العام في محافظة ريمة خصوصًا واليمن بشكل عام بنسب متفاوتة تتراوح ما بين 25 – 30%، إلى ارتفاع الضرائب والجمارك وارتفاع أجور نقل البضائع خلال الشهور الأخيرة، ما تسبب بارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية، يقابله انخفاض في أسعار صرف العملات الأجنبية.

ثمن المواصلات

وتزامن قدوم عيد الفطر هذا العام مع ارتفاع في أسعار المواصلات من وإلى ريمة، حيث يشكو العديد من المواطنين لا سيما العاملين في المحافظات المجاورة، صنعاء، الحديدة، من ارتفاع أسعار المواصلات التي ازدادت بواقع 40% عن العام الماضي.

مروان أحمد، سائق باص، ويعمل في طريق صنعاء – ريمة، يقول إن إيجار المواصلات تصل إلى 15 ألف للراكب الواحد من صنعاء إلى الجعفرية بريمة، وهي تكلفة تقارب التكلفة التي يتطلّبها السفر من صنعاء إلى مديرية الجبين، في حين تتفاوت التكلفة إلى المديريات الأخرى.

ويضيف في حديثه لـ”ريمة بوست”، أن ارتفاع أجور المواصلات يعود إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، موضحًا أنه يشتري صفيحة الديزل (20 لتر) بأسعار تتراوح ما بين 17 ألف من ريال (31 دولار) من السوق السوداء، كونه غير متوفر في الأسواق الرسمية، في حين أن أسعار الصفيحة البترول (20 لتر) متوفرة بـ 12 ألف ريال.

ويشير مروان، إلى أن ارتفاع أسعار المواصلات يؤثر على القدرة المادية للمواطنين العائدين لقضاء أيام عيد الفطر في محافظة ريمة، حيث تراجعت أعدادهم بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام الماضية، حين كان غالبية القاطنين في صنعاء وغيرها من المحافظات، يعتبرون العيد موسمًا لزيارة ذويهم بريمة.

انعدام الغاز

انعدام مادة الغاز المنزلي في مختلف مناطق المحافظة، همٌ آخر يراود الأهالي خصوصًا مع اقتراب أيام العيد وازدياد عملية استهلاك الغاز المنزلي في الطبخات العيدية وغيرها، ليضطر العديد من الناس لتوفير الحطب سواء من خلال التحطيب في المناطق المليئة بالغطاء النباتي الأشجار أو شراؤه من بعض الباعة.

ومنذ بداية شهر رمضان بحسب أم علاء، 38 عامًا، لم يتوفر الغاز المنزلي بسعر 6 آلاف ريال لكل (20لتر)، عبر العقّال في العزل، وهي الآلية الرسمية لتوزيع مادة الغاز؛ سوى مرة واحدة ولكن في ذات الوقت لم تشمل كل المواطنين المسجلين في قوائم الحصول على الغاز.

وتضيف أم علاء، وهي تسكن في الجعفرية، أنها استعدادًا لأيام عيد الفطر فقد اضطرت لشراء اسطوانة غاز (20 لتر) من السوق السوداء بسعر 12 ألف ريال (20 دولار)، إلى جانب استخدام الحطب في إعداد الخبز وطبخ بعض المأكولات التي يمكن طهوها باستخدام الحطب.

وتبلغ أسعار اسطوانات الغاز الرسمي الذي يتم توفيره إلى مراكز المديريات بريمة بعد إضافة أجور النقل، تبيّن أن السعر المتوسط للأسطوانة الواحدة يصل إلى، 8 آلاف ريال في مديرية الجبين، و 6 آلاف ريال في مديرية الجعفرية، و6500 ريال في مديرية مزهر، 6 آلاف ريال في مديرية كسمة، و 7 آلاف في مديرية السلفية، و 6 آلاف في بلاد الطعام.

عيد بلا ماء

لم تبدو مديرية الجبين بحال أفضل من بقية المناطق والمديريات التي تعاني من قلة المياه وشحة الأمطار، لكونها مركز المحافظة وفيها مشروع وحيد للمياه؛ بل بدت كسابقاتها، سيما في ظل معاناة الناس في مركز الجبين من شحة المياه نتيجة عدم انتظام ضخ مياه مشروع الجبين للمنازل.

يتم ضخ مياه المشروع للأهالي – بحسب المواطن أحمد قشرة – لمدة نصف ساعة يوميًا وهي مدة لا تكفي لتوفير الاحتياجات اليومية من المياه خلال الأيام العادية، فضلاً عن هذه الأيام حيث يتم الاستعداد لاستقبال العيد وتحتاج الأسر لاستهلاك كميات أكبر للغسيل والتنظيف وغيرها من الاحتياجات المنزلية الضرورية.

ويشير قشرة، 22 عامًا، إلى أن مشروع مياه الجبين الذي يستفيد منه ما يقارب 11 ألف نسمة، يأتي لمدة نصف ساعة كل يوم ويعاني في ذات الوقت من ضعف في عملية الضخ، الأمر الذي يحول دون حصول الناس على احتياجهم بشكل كامل، ما يدفع العديد من الأسر إلى شراء كميات مياه إضافية.

ويصل سعر المياه الذي يشتريها الأهالي من مالكي “الوايتات” حدود 3 آلاف ريال لكل ألف لتر، ما يفاقم أوضاعهم المادية، لكن يظل التساؤل قائمًا، ما إذا كانت ستحل مشكلة المياه خلال أيام العيد أم لا؟