“ابراهيم العامري”: السردية التي أنعشت قلوب المشاهدين

‏  13 دقائق للقراءة        2521    كلمة

قبل عقد من الزمان وأكثر، لم يكن ظهور منطقة ما في التلفزيون شيئًا عاديًا بالنسبة للمواطنين الريفين، إذ كان أهالي ريمة الريفيون يسارعون لدفع مبالغ مالية بشكل مُسبق لمُلاك طواحين الحبوب من أجل تشغيل مولدات الكهرباء لمشاهدة برنامج ريمة ثنائية التاريخ والجمال الذي يعدّه ويقدّمه على قناة اليمن الفضائية المذيع ابراهيم العامري، وهو أول إعلامي قام بتوثيق ما تحتويه مديريات ريمة الست، وسلّط الضوء على كل خصائصها ومميزاتها وحصونها التاريخية ومساجدها الأثرية وما تمارس فيها من أنشطة زراعية مختلفة.

 

المدرسة والأفعى السوداء !

بدأ العامري المولود عام 1967 في قرية بني العامري بعزلة اليمانية بمديرية الجعفرية، رحلته التعليمية في أحد جوامع القرية وهو ما كان يسمى شعبياً بـ “المعلامة ” على يد المعلم الراحل مهدي عبده الوهاب السعيدي، لينتقل بعدها إلى مدرسة الجيل الجديد، وهناك قررت إدارة المدرسة إلحاقه بالصف الرابع كونه يُجيد القراءة والكتابة.

 

لم يدم بقاؤه في مدرسة الجيل الجديد طويلا، بعد أن ترك زملائه الدراسة، ما تعذّر على إدارة المدرسة تعليمه بمفرده، ليضطر للانتقال إلى مدرسة النور الواقعة في عزلة بني مختار البعيدة عن مسكنه، الذي يقتضي أمر الذهاب إليها قطع مسافة طويلة تقارب خمس ساعات ذهابًا وإيابًا كل يوم، بالمرور عبر بمرتفعات جبلية خطرة.

 

يروي إبراهيم، إن المسافات البعيدة لم تشكل همًا له فحسب، بل إن المخاوف التي تراود والديه من أن ينزلق إلى الوديان التي يمر من أعاليها، كانت همًا آخرًا يؤرق أسرته بشكل يومي، يقول الرجل: تلك الصعوبات لم تتوقف عليّ فحسب بل رافقها الكثير من الخوف الذي كان يخيّم على والدي – رحمهما الله واسكنهما الجنة – خوفا على حياتي من خطر الانزلاق إلى أي وادي سحيق”. يسرد العامري تفاصيل إحدى المواقف التي عاشها: ” كنت عائد من المدرسة، وبينما كنت أمر في الطريق على قمة عرسمة (مرتفع جبلي) مشيًا على الأقدام، وجدت أفعى سوداء ضخمة في الطريق، نسميها (الحنش الزارد) في البلاد، وتتغذى في الغالب على أكل الأرانب والوبر”.

 

ويتابع: “كانت الأفعى تقطع الطريق بشكل عرضي. وكنت أرتجف خوفا، ولا أدري كيف أتصرف، فاخترت العودة إلى مغربة بني مختار، ولكن كنت أشعر بالخوف من كل جانب، جلست حائرا كونها الطريق الوحيد ولم أخبر أي شخص، وبعد ساعات جاء مجموعة مقاوتة (الرجال بائعو القات) من بني وليد وكانوا عائدين من بني مصعب، فتهللت فرحا وانخرطت بالمشي بينهم كوني أعرفهم وأعلم جيدا أنهم سيمرون من نقطة الطريق التي يتواجد فيها الثعبان. بقيت مترددا هل أخبرهم أم لا، ولكني في الأخير فضّلت الصمت والباقي على الله”.

 

مطلع الثمانينيات كان ابراهيم أول من يحصل على شهادة السادس ابتدائي في قريته لكن المحزن في الأمر أنه وجد نفسه مجددًا بلا زملاء للانتقال إلى الصف الأول إعدادي، ليضطر حينها على مواصلة الدراسة بمفرده كما فعل المرة الأولى، لكن هذه المرة قرر الالتحاق بمدرسة الفتح الإعدادية التي تقع في منطقة اللمهيل بمركز مديرية الجعفرية وتبعد كثيرًا عن منطقته بني العامري.

 

لعام واحد فقط درس العامري، في مدرسة الفتح، تحت إدارة المُعلم محمد زيد القليصي، الذي ما يزال محدثنا يحتفظ له بالكثير من الامتنان والود، يقول: “لقد كان مشجعا ومهتما ومتابعا لي بصفة شخصية وكأنني أحد أبنائه الأفاضل اكتسبت منه – طيب الله ثراه – أبجديات الأدب والثقافة والفصاحة وكنت معجباً جدًا بمكتبته الزاخرة بالكتب القيّمة والاصدارات الفقهية والدراسات الاسلامية الراقية. قضيت حينها في قرية العنم أمتع اللحظات وما زالت تجمعني بأبناء الفقيد وزملاء الدراسة روابط صداقة لم تنتهي منذ نحو ٣٠ عاما”.

لم تكن اللمهيل محطة العامري الأخيرة، فقد انتقل بعد الانتاء من دراسة الصف السابع أساسي، إلى محافظة الحديدة ليواصل رحلته التعليمية في مدرسة سالم الصباح، وهناك ظل محدثنا لفترة من الزمان، لكنه ارتأى الانتقال إلى صنعاء لمواصلة دراسته بحكم الإمكانيات التي تنعم بها عاصمة البلاد السياسية، درس في أكثر مدارس اليمن جودةً وهي مدرسة جمال عبد الناصر النموذجية، وفيها أنهى تعليمه الأساسي، لينتقل بعدها إلى مدرسة عمر المختار النموذجية لإكمال تعليمه الثانوي. لينهي بعد ذلك مشواره الدراسي ويعود إلى موطن ولادته بالجعفرية، لكن هذه المرة لأداء فترة الخدمة الإلزامية (التدريس الإلزامي) التي كانت تُقررها الدولة لمدة عام واحد على الطلبة خريجي الثانوية العامة.

مصور “التحرير” واختيار التخصص

 مطلع التسعينيات ودّعت أسرة العامري ابنها الشغوف مجددًا، إذ سافر إلى صنعاء للالتحاق بالتعليم الجامعي، في جامعة صنعاء التي يقول عنها: “كانت الجامعة الكبيرة الحاضنة لكل مخرجات التعليم الحكومي، وكان الأجمل فيها هو توفر أكاديميين مبتعثين من دول عربية شقيقة، عطاؤهم يتدفق بالعلم والمعرفة وزاخر بمنتج تعليمي نوعي”.

التحق بقسم الاقتصاد بكلية التجارة والاقتصاد التي كان الخريجين منها يحظون بفرص أكبر في سوق العمل، مقارنة بغيرهم من طلبة التخصصات الأخرى، في حين غالبية كادرها الأكاديمي يحظون بمناصب حكومية رفيعة ما بين وزراء ووكلاء وزارات، ولم يكن مسموح لهم ترك مهمة التدريس الجامعي، مثل الدكتور محمد الافندي وزير المالية والدكتور سيف العسلي والدكتور مطهر العباسي والدكتور منصور الزنداني والدكتور احمد الارياني وغيرهم. يصف العامري شعوره وقتها: ” كنت طالبا استمتع بقدراتهم الكبيرة في نشر رسالتهم التعليمية بطريقة راقية في قاعات تتسع لـ ٣٠٠ طالب وطالبة في آن واحد”.

لم تكن مسؤوليات ابراهيم الطالب آنذاك في التكاليف الجامعية والمذاكرة فحسب، بل كان يُعيل نفسه أيضًا، ليوفر متطلبات الدراسة والمعيشة في صنعاء من خلال عمله كمصورٍ فوتوغرافي متجول في ميدان التحرير، بعد أن ساعده أحد العاملين في متجر بيع الكاميرات ببعض الأمور. حيث يقوم بالتقاط الصور للناس ومن ثم تحميضها في معامل التصوير، إذ لم تكن اليمن قد عرفت الكاميرات الرقمية بعد!

لم يكن عمله كمصورٍ مستقل سوى صدفةً – كما يقول لنا – فرضتها مسؤوليات وظروف دراسته هناك، لكنها ليست المسؤولية الأولى التي يتحمّلها، فقد اعتاد على ذلك منذُ وقت مُبكر، فقبل مغادرته مديرية الجعفرية كان يعمل في أحد محلات بيع المواد الغذائية، ليساند والده الراحل محمد حسن العامري، على مواجهة أعباء الحياة المعيشية.

كان العامري يحفزّ أبناء قريته على الالتحاق بالتعليم، فبمجرد استئجاره منزلا يقيم فيه بصنعاء، تحول إلى حاضنة لكل من يأتون من أبناء قريته للدراسة والعمل معًا، حيث كانت ظروف غالبية الطلاب تستوجب العمل من أجل توفير الاحتياجات كما فعل العامري في مسيرته الدراسية التي توجها بالحصول على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية التجارة والاقتصاد، إضافة إلى شهادة دبلوم مهني في مجال “مايكرويف اتصالات” من المعهد العام للاتصالات.

 

فني الهندسة الذي أصبح رئيساً للتحرير

 بدايات الإعلام الأولى لإبراهيم العامري تعود إلى انتقاله من مجرد شغف مارسه أثناء الدراسة بكلية التجارة والاقتصاد، إلى وظيفة رسمية في قناة اليمن، قبل إطلاقها البث الفضائي، والتي كان العمل فيها يمثّل حلمًا للكثير من الإعلاميين، حيث يخضع المتقدمين للعمل فيها، لمعايير قبول دقيقة، حددتها لجان الاختبار والقبول التي تركّز على اختيار المتقدمين الأكثر كفاءة من غيرهم، كونها القناة الرسمية الأولى على مستوى الوطن.

 

بعد اختيار العامري للعمل في قناة اليمن، من قبل لجنة رأسها حينذاك الإعلامي الراحل عبدالملك العيزري عام 1992م، عيُّن ليشغل فني هندسة بث تلفزيوني، فيما لم تكن القناة قد أطلقت بثها الفضائي آنذاك، ليُنقل إلى إدارة الأخبار ويصبح عضوًا في هيئة التحرير، ثم مُنتج اخباري لتقارير محلية وأخرى ذات طابع دولي وإقليمي ومذيع لبعض البرامج، واصل عمله ضمن مجموعة من زملاء وأعضاء حتى أصبح رئيسًا لهيئة التحرير.

وحول الدور النقابي والمدني يعتبر العامري عضوًا لنقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الإعلام المرئي، إضافة إلى كونه عضو المكتب التنفيذي للاتحاد اليمني للسياحة وهو المجال الذي يحبهُ العامري إلى جانب شغفه بالإعلام. حيث أسس المركز اليمني للدراسات والإعلام السياحي لكن لم يكتب للمركز الذي يرأسه الاستمرار في العمل بسبب الحرب المشتعلة في البلاد والتي ألقت بدورها سلبًا على استقرار البلد ومعيشته.

خلال مسيرته المهنية برز ابراهيم من خلال التقديم التلفزيوني وتغطياته الإعلامية لأبرز المحطات الوطنية التي عاشتها البلاد مثل مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف اليمنية إبان الأحداث السياسة عام 2011م، وهي أعمال تمثل مصدر اعتزاز له، خصوصًا أثناء عمله رئيسًا لتحرير برنامج يوميات الحوار رفقة زميله عبدالاله المروني. يصف العامري تلك المرحلة بأنها كانت الأكثر انسجامًا، تحديدًا هو وزميله المروني وآخرين. ويضيف: “كنا نشكّل فريق عمل أكثر انسجاما، وبمهنية أفرزت رسالة إعلامية وطنية نالت استحسان الجمهور اليمني في ظل ظروف سياسية عصيبة عام 2011م”.

حظي إبراهيم بفرص تأهيلية وتدريبية عديدة ساهمت في بناء قدراته، حيث حصل على دورات متتالية في مجال “فن الإلقاء والتقديم ” من معهد خليفة للتدريب الإعلامي بصنعاء، إضافة إلى دورة تدريبية رعتها هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” في مجال التحرير الإخباري للنصوص التحليلية للأحداث المحلية والدولية، كما كان العامري ضمن عدة مشاركين من 12 دولة عربية في دورة تدريبية بالعاصمة السورية دمشق في مجال البث الفضائي نظمها المركز العربي للتدريب الاذاعي والتلفزيوني.

رحلة توثيقية لغرض سياحي

 لم تكن تلك المرحلة هي الوحيدة التي بدا فيها جهد العامري واضحًا ومتقنًا، ففي عام 2010م ظهر مستهلاً حلقته التلفزيونية من أعالي مديرية الجبين: “عجبت لريمة كيف أنيخت لها الجبال الطوال فنامت عليها هكذا حدثتني نفسي وانا اسبح بخيالي مع شواهق هذه الجبال المطوقة بألاف المدرجات الزراعية والتي ما زلت تحكي لنا قصة ذلك الانسان اليمني الذي ابى الا ان يزرع الصخر ويسكن القمم في رحلةً دائمةً مع النجوم.”

سلّط إبراهيم الضوء على بلدته ريمة من خلال تقديم وإعداد برنامج “ريمة ثنائية التاريخ والجمال” الذي تكوّن من ست حلقات، خُصصت حينها حلقة لكل مديرية، وحملت كل حلقة من حلقات البرنامج الست، مفاتن الطبيعة الخلابة وعراقة الحصون والقلاع التاريخية والمساجد والبرك الأثرية.

 

في الوقت الذي لم يكن للبلاد سوى بضع قنوات فضائية، كان انتقال فريق قناة اليمن الرسمية إلى مناطق نائية كمديريات ريمة أمرًا ليس من السهل القيام به، بالمرور عبر طرقات جبلية شديدة الوعورة، لكن المعاناة حينها كانت ضريبة الوصول إلى بلاد الضباب المُعلقة على رؤوس الجبال التي تتميز بمُتعة توثقها عدسة المصورين، وتحكيها نبرات مذيع يتجول بين مدرجات البُن ومراعي الأغنام، ليشكل ظهور مشاهد البهاء والجمال من الجنة المنسية على شاشة التلفاز حدثًا مُهمًا خصوصًا لدى المغتربين من أبناء ريمة.

تنقّل ابراهيم وفريق برنامجه السياحي الوثائقي الأول بين مناطق ومديريات ريمة الست، وعرض ما تتمتع به من خصائص ومزايا طبيعية في قالب تلفزيوني ترويجي سياحي، علّ ذلك يلفت انتباه الجهات المختصة للاهتمام بمحافظة ريمة التي أنشئت في تلك الفترة محافظة مستقلة، بعد أن عانت خلال السنين الماضية من العزلة والحرمان، إذ لم يكن وصول الإعلام إليها سوى مناسبة لحظية مرتبطة فقط بالزيارات النادرة للمسؤولين الحكوميين.

في حديثه لـ “ريمة بوست” يقول ابراهيم العامري : “جبنا البلاد ووثقنا أودية البُن والموز والتنوع الطبوغرافي فيها (الجبال والوديان والنباتات والمسطحات المائية) والشواهد العظيمة على أصالة ومعاصرة الإنسان اليمني في بناء حضارته على مر العصور بواقع عشرون ساعة توثيق، عُرض منها في البرنامج ثلاث ساعات ليتم عرض المخزون البصري لريمة الذي يبلغ  إلى جانب الحلقات 17 ساعة بأشكال وقوالب إعلامية مختلفة مع خاصية التكرار والاعادة كما سرى الأمر على البرنامج ذاته حتى الآن، فما تزال الحلقات والمشاهد المصورة تُعرض على باقة القنوات الرسمية (اليمن-عدن-الايمان-سبأ).

كان البرنامج نافذة تنقّل الجانب المشرق للبلاد التي يتلهف الناس إلى مشاهدتها سواءً في المحافظة أو خارجها خصوصًا المغتربين الذين ينتظمون في متابعة البرنامج الذي يُعيد إلى أذهانهم صورة أشجار البُن والمانجو وبيوتهم القديمة وأصوات موسم العلان الزراعي من خلال مشاهد بصرية يُصاحبها نبرات المذيع العامري الذي كان يدون نصوصه بشكل ابداعي من حيث اللغة والأسلوب والإلقاء.

في إشارة إلى الطريقة السردية التي كان يتبعها ابراهيم، يقول الشاعر والناقد الأدبي ياسين البكالي: “من يسمع هذا الصوت يدرك تماما أنه أمام إعلامي ريمي، في صوته الكثير من الدلالات الأخلاقية والجماليات السلوكية التي تعكس ابن ريمة في مبناه ومعناه”. ويضيف: “هذا الصوت الايحائي والنبرة المدهشة التي تحمل كل تجليات ريمة”.

وعن اللغة الشاعرية التي يتميز بها ابراهيم يُواصل البكالي: “لا يشق لها غبار فصوته يتدفق بعنفوان الغيول التي تنحدر من جبال ريمة، في نبرة صوته نجد البلاد بكل ايقاعاتها الزمانية والمكانية والبشرية حيث دلالاتها المكتظة بالشجى والطيبة ورغم انه ليس شاعرا الا اننا عندما نستمع له نشعر بزخات عطر ممتلئة بالبن والمانجو في سردية أخاذة تنعش قلب السامع”.

مثّل امتزاج صوت العامري ونصوصه، بالمحتوى البصري الذي يعرضه، اكتمالا جميلا للمعنى. حيث يشير البكالي: “لعل سلسلة المقاطع التي ظلت تعرضها الفضائية اليمنية لفترة زمنية بعد اعلان ريمة محافظة مستقلة كان المذيع هو المعد والقارئ لتلك الفقرات التي تتناسب مع الصور التي تعرضها الشاشة لدرجة أننا نتخيل أنفسنا ونحن في حضرة ريمة حين يتلألأ صوته في منعطفات المكان بعد أن يمنحنا صوته معزوفات سردية وتقنيات أدبية تجمع بين السحر والدهشة “.

ويرى البكالي: “كل ذلك ساعد في تقديم المحافظة للمشاهد/ة كقطعة سياحية ليس هناك ما هو أروع منها ففي حديثه عن بلادة الريفية يذكرنا بهاجس الوفاء الذي يحمل الولد لأمه الوطن ومسقط رأسه. ولذلك فصوت ابراهيم حفر عميقا في ذاكرة كل من كان يشاهده. رغم مرور أكثر من عقد ونصف من الزمن ما زال صداه في اعماقنا “.

بين أخوته مُصيب..

 لا يكاد أي نشاط اجتماعي لأبناء ريمة في صنعاء يخلو من وجود ابراهيم ففي أغلب الأحيان يكون ضمن فريق تنظيم ودعوة الناس لحضور زفاف أو عزاء أو أي فعالية مجتمعية أخرى كمهرجانات الأدب ولقاءات مناقشة مشاكل أبناء ريمة، وأثناء الفعالية يكون هو أول المستقبلين، كما لو أن فرحته بزفاف شخصٍ ما تساوي فرحة أهل العريس بابنهم، إذ تجده يتفاعل واقعيًا وافتراضيًا لهكذا مناسبات .

 

يقول العامري وهو أب لابنتين وأربعة أولاد :”حياتي اليومية كالمعتاد نحن قريبون من الناس، أصحاب وأصدقاء في كثير من المناسبات، إذ لا يمر يوم إلا ونحن حاضرون في الأفراح أو الأحزان” يضيف “أبناء البلاد نفخر بهم على الدوام، نجاحاتهم لم تتوقف رغم الظروف الصعبة، ولعل نماذج المبادرات الذاتية المنتعشة في جميع مديريات ريمة تمثل علامة فارقة ونقطة ضوء في ناصية الزمن. فبعد أن خذلتهم الحكومات اليمنية المتعاقبة ها هُم اليوم يقدمون أرقى ملحمة نضالية في البناء والتنمية بجهودهم الذاتية وأموالهم الخاصة بصورة أدهشت المجتمع اليمني”.

 

وبامتنان شديد يدعو ابراهيم مغتربي ريمة للاستمرار كروافد تدعم عملية البناء والتنمية في بلادهم والتي يقول إنهم أنجزوا ما عجزت عنه الدولة قائلاً: ونحن ممتنون لكل رعايتهم الكريمة التي لمسناها على وجه كل مريض ومعدم وفقير والأهم دعمهم اللامحدود للمدارس والطرقات…لتبقى الحياة منتعشة والثقة بالله لا تتوقف”.