أقيمت اليوم 14 مارس 2021م بصنعاء فعالية تأبينيه إحياءً لأربعينية الفقيد المناضل اللواء الركن يحيى مصلح مهدي، بحضور كبير ضم الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي، واللواء جلال الرويشان نائب رئيس الوزراء، والفريق حسن العمري أحد ثوار ثورة 26 سبتمبر، والشيخ مجاهد القهالي من زملاء الفقيد وأحد مناضلي الثورة، والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والمدنية.
وفي الأربعينية التي نظمها منتدى شعراء ريمة، ألقيت العديد من الكلمات والمرثيات الشعرية والنثرية التي تناولت مناقب الفقيد، أبرزها الكلمة التي ألقاها الشيخ مجاهد القهالي، وهو أحد مناضلي الثورة اليمنية ومن زملاء الفقيد، قال فيها “لا يستطيع أي كاتب أو صحفي بل تعجز الألسنة والأقلام عن حصر ما قدمه الفقيد من تضحيات ومن أعمال جليلة من مآثر عظيمة لهذا الشعب، لقد كان فقيدنا الغالي محاربا وثائرا وقائدا وسياسيا ورجلا للدولة ورجلا للمهام الصعبة التي لا يقوى على تحملها إلا الرجال”.
وأضاف أمام الحاضرين “اسمحوا لي أن أشير إلى بعض المحطات التي عبرها فقيدنا في حياته، في الأيام الأولى للثورة، كان مصلح قائدا محاربا في حجة وفي شوابة وفي خولان، وفي العديد من ميادين النضال والكفاح والدفاع عن الثورة والجمهورية، وقد كان حينها لا يتم تعيين أي قائد إلا من هو أشد بأسا وقوة من قادة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر”.
وأشار إلى الفقيد سافر وألتحق بالتعليم في الخارج فكان الأكاديمي والقائد العسكري المحنك، والذي عاد إلى اليمن في أصعب وأدق المراحل، حيث تسلّم رئاسة العمليات في القوات المسلحة حينها، ليكافح حينها في فك حصار السبعين يومًا عن العاصمة صنعاء التي لم يبق فيها إلا القلة القليلة من اليمنيين المؤمنين الذين دافعوا عن الثورة والجمهورية، مشيرًا إلى أن الفقيد اللواء يحيى مصلح “كان عظيما بمواقفه، عظيما بشموخه وعزة نفسه وبسالته وبطولته، وقد أثبت ذلك في محطات كبيرة”.
إلى ذلك، ألقى اللواء جلال الرويشان كلمة تناول فيها أدوار الفقيد مصلح ومسيرته النضالية في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، ومآثره الخالدة في فك حصار السبعين يومًا وكفاحه من أجل الوطن والجمهورية على المستوى المدني والعسكري والدبلوماسي، مشيرًا إلى أن الفقيد جسّد روح ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدة.
من جهته ألقى الشاعر المهندس محمد إسماعيل الأبارة، رئيس منتدى شعراء ريمة، مرثية شعرية في الفقيد قال فيها:
ناحتِ الأرضُ والمدارات سودُ
حين غادرتَ أيها الصنديدُ
من لهذا الثرى يفيض هوىً
من عن هوى الشعب والبلاد يذودُ
حينما أذن الرحيل غشاهُ
من جبال الحداد ثوب رميدُ
من له يا يحيى بن مصلح يمحو حزنه
من لكل حلمٍ يشيدُ
نادرًا ما بكاكَ صوت نعيٌّ
كاهلُ الأرض والزمان يميدُ
كنت صوت الضمير في وجه طاغٍ
مستبدً وللنضال جنودُ
للنضال الكبير كنت وقودًا
لم ينم في إباؤك قدح عنيدُ
جدت بالنفس والنفيس لتسمو
راية الحريات إن عزّ جودُ
غرس الثائرون هذا الثرى فجرًا
فخرَّ الدُجى وذاب الحديدُ
حين يلقى الأحرار سيف الأماني
يدفن الجور والزمان البليدُ
أيها الثائر الذي هاج فجرًا
ما أعترى روحهُ الظلام اللدودُ
يغتشيك السلام حيًا وميْتًا
ما تهامى ضحىً ودوّى نشيدُ
في السياق ذاته، ألقى الكابتن الطيار، عبد الله يحيى مصلح، نجل الفقيد كلمةً رحب فيها بالحاضرين، وشاكرًا فيها كل من حضر العزاء في مختلف مناطق الجمهورية، ومعبرًا عن امتنانه الكبير لكل الذين شاركوا بمشاعرهم الصادقة في تأبين الفقيد سواء في الداخل أو الخارج، أفراد وجماعات وقادة وسياسيين.
وأضاف: “لقد أثبت هذا التفاعل الصادق والالتفاف الحميم إن الوفاء المتأصل في هذا الشعب الوفي سمة خالدة وطبع كريم لكل من خدم الأمة بصدق وإخلاص وإن هذا الشعب الكريم لا ينسى دور أبطاله وتضحياتهم مهما تباعدت السنين أو تعاقبت الأجيال”. موضحًا “لقد عاش والدي رحمة الله عليه وعشنا معه في قلب هذا الوطن وعاش الوطن فينا وتربينا على هذه الوتيرة”.
وأشار في كلمته، إلى المواقف النضالية لوالده الفقيد اللواء يحيى مصلح، والتي لم يكن ليتخلى عنها رغم القلق الذي كان يساور أسرته وأولاده، بدء من معارك الثورة والجمهورية وما تلاها من كفاح مسلح ضد فلول الإمامة، وحتى مشاركته في حركة التصحيح التي قادها الشهيد إبراهيم الحمدي.
مؤكدًا في الوقت ذاته أنه ورفاقه “لم يبالوا بالصعوبات والمؤامرات التي أحيكت ضد الحركة والتي أودت بحياة الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي، وألجئت والدي بطلب اللجوء السياسي في القاهرة”. موضحًا “لقد كان الوطن مسيطرا على وجدان والدي حتى ونحن في الخارج وعلى مدى مراحل حياته”.