رئيس ملتقى شباب ريمة: يجب أن نتكاتف ونعمل للحد من ظاهرة غلاء المهور

‏  8 دقائق للقراءة        1501    كلمة

معمر الجبوب أحد شباب وكوادر ريمة، حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة صنعاء، والماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة نفسها,يعمل دائما على خدمة ريمة الأرض والإنسان، ويساهم بشكل فاعل في تبني القضايا الاجتماعية للشباب، كما أنه رئيس ملتقى شباب ريمة، الذي أطلق قبل عامين مبادرة لتخفيض مهور الزواج في محافظة ريمة.

منصة ريمة بوست التقت بالأستاذ معمر الجبوب لمناقشة ظاهرة غلاء المهور وتأثيرها على الشباب والمجتمع بشكل عام، وطرق الحد منها لما يساهم في تخفيف الأعباء التي تقع على عاتق الشباب في ظل الوضع الراهن واليكم الحوار كاملاً :

 

-كأحد شباب ريمة البارزين والمطلعين على القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، حدثنا عن ظاهرة غلاء المهور؟

 

قضية غلاء المهور هي من أكثر القضايا الشائكة في ريمة والتي يعاني منها أغلب شباب المحافظة، فبالرغم من نشاطهم الدؤوب وتحركاتهم في الأعمال وسفرهم إلى المدن الأخرى والبلدان المجاورة للعمل وطلب الرزق والاعتماد على أنفسهم، إلا أن مشكلة غلاء المهور تظل حجر عثرة أمامهم، فيبقى أحدهم ما بين السبع إلى العشر السنوات يجمع مهر عروسة وذلك بسبب ارتفاع مهور الزواج وأيضا الارتفاع الفاحش لتكاليف واحتياجات الزواج.

 

-كيف ضاعفت ظاهرة غلاء المهور من معاناة الشباب لا سيما في ظل الحرب الحاصلة

 

لا يخفى عليكم ولا على أحد بأن الحرب والحصار الجائر الذي يعاني منه كل أبناء يمننا الحبيب وما خلفته تلك الحرب من أضرار على المجتمع وكل ما هو جميل أيضا، إلا أن الشباب هم الشريحة الأكثر تضررا في ظل هذه الحرب والعدوان، حيث صار بعض الناس في ريمة يستغلون الوضع الاقتصادي ويشترطون على الشباب دفع مهر أكثر من مليون ونصف وغير ذلك من التكاليف وقد تصل إلى اثنين مليون ريال، وإلا يرفضون تزويج الشاب، أيضا يتعذر الآباء بغلاء المعيشة والاحتياجات حينها ليس للشاب إلا أن يترك أهله في الريف ويتحمل مشقة الغربة في دول مجاورة ويعمل في كل مهنة شريفة يجمع من خلالها المهر ليكمل نصف دينة.

 

ولكن قبل هذه الحرب كان الوضع مختلفا حيث كان الوضع الاقتصادي مستقر وكانت هناك الكثير من فرص العمل والوظائف في اليمن كون جميع الشركات والمؤسسات والمنظمات تعمل وتوفر فرص عمل عديدة للشباب العاطلين خاصة الشباب الذين يحملون شهادات علمية وخبرات ميدانية تؤهلهم للعمل وتعود عليهم برواتب مجزية يستطيعون من خلالها جمع تكاليف الزواج.

انفوجرافيك يوضح مستوى مهر الزواج في محافظة ريمة

-برأيك ما هي الأسباب التي ساعدت لتنامي هذه الظاهرة أي ظاهرة غلاء المهور؟

 

أسباب عديدة أدت إلى ارتفاع مهور الزواج، يعود بعضها على جشع بعض الآباء ونظرتهم للفتاة كأنها سلعة وهي نظرة خاطئة وجيب تصحيحها. أيضا إلى الأسباب المادية للأسر والتكاليف الباهظة التي يتحملها الأب في زواج ابنته، فهو يحتاج إلى إقامة حفلة الزواج الخاصة بالنساء وتحمل كافة الاحتياجات أيضا ارتفاع سعر الذهب سبب رئيسي، حيث جرت العادة في ريمة واليمن ككل على شراء ذهب للعروسة على بمقدار 30 جرام على الأقل بينما بعض المناطق تصل إلى أكثر من ذلك. أيضا غلاء وارتفاع أسعار كافة الأدوات والاحتياجات؛ يدفع بعض الآباء لرفع مهر الزواج.

 

-هل هناك طقوس أثناء الزواج تُثقل كاهل العريس حدثنا عنها وما رأيك بها؟

 

طقوس الزواج في ريمة تحتاج تكاليف كبيرة، والعريس يقول هي فرحة واحدة عادي لو خسرنا فيها الكثير، فيظل الشاب يشتغل أعوام عديدة من أجل هذا اليوم وهو يوم العرس والذي يقيمه في أجمل صورة من أجل أن يفتخر بها أمام أهله وأهل العروس. ومن الطقوس التي تثقل كاهل العريس اقامة الولائم والذبائح والقات والماء لكل المدعوين والضيوف والأهل والاقارب والمتعاونين والشغالين وجميع الحاضرين ولمدة تتراوح بين أسبوع من قبل يوم العرس، أيضا بعضهم يأتون بفنان مشهور من الحديدة أو من صنعاء وبتكاليف باهضة، إضافة إلى تحمل تكاليف متطلبات العرس والألعاب النارية والرصاص سابقاً، لأن الشباب في ريمة ينظرون إلى مناسبة الزواج كفرحة عمر ولا يهم أي خسارة فيها، كما يتنافسون على من يقيم حفل زواج أكبر من أجل يتفخر بذلك أمام الجميع. فالبعض يستطيع تحمل التكاليف إذا كان تاجر أو مستثمر ولكن المشكلة أن بعض الشباب حالته المادية ضعيفة ولكنه يتسلف من أجل إقامة طقوس العرس ويرجع بعد الزواج يشقى ويكافح من أجل يسدد تلك الديون التي عليه. وهذه الطقوس تعتبر سلبية ما دامت تؤثر على الحالة المادية للشاب وتحمله ما لا يطيق.

 

-برأيك كيف يمكن أن نضع حدا لهذه الظاهرة؟

 

برأيي أن نتكاتف نحن الشباب والأعيان والمتعلمين والمثقفين ونعمل جميعنا مع الشرفاء للحد من هذه الظاهرة وأن ننشر مخاطرها وضررها على المجتمع بالتوعية والنصيحة، فالتوعية هي أهم الوسائل التي تساعد في القضاء على الظواهر السلبية في المجتمع، أيضا تشجيع الأعيان والمشايخ ليكونوا هم السباقين بالزواج باليُسر وأن يكونوا عونا للشباب.

 

-وما السلبيات التي تسببها ظاهرة غلاء المهور؟

 

لظاهرة غلاء المهور سلبيات عديدة حيث تؤدي أحيانا إلى الدفع بالشباب إلى الاتجاه نحو الطرق الخاطئة لكسب المال سواء السرقة أو غيرها من الطرق الغير مشروعة إضافة إلى إلتحاق بعض الشباب بالحرب والتجنيد لصالح الجماعات الإرهابية أو العدوان، كذلك تساهم هذه الظاهرة في عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة ولكن الأخطر من ذلك والعياذ بالله هو أن يسلك الشباب والشابات في طرق غير شرعية تؤدي إلى وقوعهم في المحرمات. وهو الأمر الذي يضع الفتيات والفتيان ضحية للفقر وجشع بعض الآباء الذين لا يحبون أن يروا أبنائهم وبناتهم في استقرار نفسي وأسري.

 

-حدثنا كيف يتغلب الشباب في ريمة على هذه الظاهرة؟

 

الشاب الريمي المكافح العظيم الجسور هو ذلك الذي يتغلب على كل الصعوبات، وحقيقة أصبحت أفتخر بهم ودائماً أعتز بانتمائي إلى ريمة لكثرة سماعي أخبارهم الكفاحية وقصص نجاحاتهم في كل نطاق وفي كل مجال يعملون فيه، فنجد منهم العامل والفلاح وصاحب العربية وصاحب الفندق وصاحب البقالة وصاحب السوبر ماركت وصاحب السوق والباص والتاكسي والمقوت والشركة والمهندس والدكتور والتربوي والجراح ورجل الأمن والمغترب والمستثمر. فشباب ريمة يعملون دون كلل أو ملل ويكسبون رزقهم من عرق جبينهم، وهو ما يجعلهم يتغلبون على كل الضغوط والصعوبات ويتحملون ما فرض عليهم من مغالاة في المهور من أجل أن يحافظوا على نقاء نفوسهم من أن تقع في الأعمال أو التصرفات التي تغضب الله وتشوه شخصياتهم أمام الآخرين.

 

-من خلال مكانتك كرئيس لملتقى شباب ريمة الذي أطلق مبادرة لتخفيض مهور الزواج، كيف وجدت رأي المجتمع تجاه مشكلة غلاء المهور؟..وما مدى تفاعل المجتمع مع هذه المبادرة؟

 

نحن في ملتقي شباب ريمة أطلقنا مبادرة ووثيقة شرف لتخفيض مهور الزواج، والحمدلله كان لها أثرا طيبا جدا واستحسان وقبول من بعض المجتمع والقرى والعزل، وتم توقيعها واعتمادها من السلطة المحلية والأمنية والقضائية، ووقعها كذلك خمسة من أعضاء مجلس النواب وعدد من مشايخ المديريات، أبرزهم شيخ مشايخ المحافظة الوالد الشيخ عنان شايع حفظه الله الذي شجعنا للاستمرار في نشرها بين الناس، وقد تم تنفيذها في عدة قرى وعزل ريمة، وما زلنا نسعى لتصل لكل الناس، فنحن في الملتقى كان لدينا خطة توعوية شاملة للمجتمع نقوم بها بالتزامن مع نشر وثيقة تخفيض المهور ولكن قلة الإمكانيات المادية قلص من تنفيذها على نطاق كل العزل والقرى.

 

ومن خلالكم أوجه الشكر الجزيل لكل الأعضاء الشرفاء في الملتقي الذين عملوا دوما لإنجاح هذه المبادرة التي دشناها في عاصمة المحافظة الجبين برئاسة المحافظ العمري أنذاك. أيضا أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجميع العزل والقرى التي كان لهم الأسبقية بالعمل بمبادرة تخفيض المهور وأخص بالذكر قرى مديريات بلاد الطعام وكسمة وكذلك الشرفاء في الجعفرية وخصوصاً عزلة سامد الذين رأينا منهم عدة مبادرات مجتمعية يسعون من خلالها للحد من غلاء المهور، وبالنسبة لنا في ملتقى شباب ريمة سنواصل جميعا للحد من هذه الظاهرة بإذن الله.

 

-ما الرسالة التي تحب أن توصلها للمجتمع؟

إنني من خلالكم أدعو وأرجو وأتمنى من جميع أبناء ريمة مشايخ وأعيان شباب ورجال وأسر وتربويين وصحيين ومهندسين وثقافيين وحكماء وخطباء وشخصيات وتجار وامناء ومبادرات وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني، أن يساهموا في تخفيض المهور من أجل بناء المجتمع وتطوره وصون وكرامة الأسر والحفاظ على الابناء والبنات وبناء جيل واعي متعلم يسوده الاخاء والترابط والتلاحم الاسري وأن يعلموا على نشر ثقافة المودة والرحمة. كما أدعوهم إلى تبني هذه المبادرة التي أطلقناها نحن ملتقى شباب ريمة والعمل بها ونشرها وتطبيقها على أوسع نطاق وأن يبادروا بتشجيع ودعم من يطبقها.