“هي من تكتبنا”تيسير العامري في رحلة توثيقية حول هوية ريمة وعمق مكانها

‏  2 دقائق للقراءة        315    كلمة

صدرت عن مكتبة خالد بن الوليد الرواية الجديدة للكاتبة والروائية والإعلامية تيسير العامري، بعنوان “هي من تكتبنا (ريمة)”.

ويأتي هذا العمل، وهو الثاني للعامري بعد “العشق الثالث”، ليؤكد على توجه الكاتبة في الاهتمام بـ “الأدب الإنساني والسرد المرتبط بالمكان والذاكرة”، حيث تتناول في مجمل أعمالها قضايا المجتمع من منظور توثيقي وثقافي، مع تركيز خاص على تاريخ المكان والإنسان.

تتميز العامري، خريجة الإعلام من جامعة صنعاء، بميلها إلى إبراز التفاصيل اليومية ومنحها بعداً إنسانياً عميقاً. وفي هذه الرواية، تُمثّل محافظة ريمة مركزاً سردياً مهماً، حيث تُقدم بوصفها “مكاناً حياً في الذاكرة والسرد”، وتطرح من خلال أحداثها تساؤلات جوهرية حول الهوية والانتماء عبر حكايات إنسانية تنبض بخصوصية هذا الفضاء الجغرافي.

تنطلق أحداث الرواية مع شخصية ظافر، الكاتب والباحث، الذي يُحوّل رحلته العابرة إلى ريمة لحضور زفاف إلى مشروع كتابة توثيقية ترصد تاريخ المنطقة وناسها وذاكرتها المنسية.

وخلال هذه الرحلة، يتقاطع مصيره مع شخصيتين محوريتين: ليث، الشاب الذي يعيش في عزلة بين الجبال بعد فقدانه والديه، وسامي، الطالب الجامعي الذي يجد مساره الأكاديمي نحو الآثار إثر تفاعله مع رحلات البحث.

وتتعمق الرواية في كشف ألغاز المكان عبر تفاصيل دقيقة، من ظهور امرأة عجوز غامضة تحمل كلمات تاريخية، إلى اكتشاف وثائق ضائعة وحكايات نصف مروية، مما يشير إلى امتداد لأحداث قديمة سعت عوامل الزمن لإخفائها.

يعتمد العمل على دمج متقن بين “الواقع والوثائقة” والسرد الإنساني والبعد الرمزي، حيث تتجاوز ريمـة دور الخلفية لتصبح “شخصية كاملة، تتنفس، تتذكر، وتكتب من يدخلها”.

وفي نهاية المطاف، تتقاطع أسئلة الحياة والفقد والهوية، ليُدرك ظافر أن ما يدوّنه هو “محاولة لفهم كيف تكتبنا الأماكن قبل أن نكتبها”. ويُعد هذا الإصدار إضافة أدبية ذات ثقل نوعي، لتناوله المعمق لخصوصية المكان وعمق العلاقة المتبادلة بين الإنسان والذاكرة الجغرافية.