لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ محافظة ريمة وموروثها دون أن يستوقفنا اسم الأستاذ حيدر علي ناجي العزي، المؤرخ والباحث والتربوي، الذي يعتبر من أوائل مؤسسي العملية التعليمية بريمة، وواحد من أهم الشخصيات المؤثرة التي تبرز اسمها في الأعمال والمبادرات المجتمعية داخل المحافظة. التحق الأستاذ حيدر بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة صنعاء، ومنها حصل على درجة الليسانس، ثم الماجستير من ذات القسم.
شغل العديد من المناصب والوظائف، أهمها مدير لمكتب التربية والتعليم بريمة، وموظفًا في مجلس الشورى، مديرًا لعدد من المدارس في محافظة ريمة، مديرًا لتحرير صحيفة ريمة، عضو مؤسس في حزب المؤتمر الشعبي 1982م، مديرًا عامًا لمكتب وزير شؤون المغتربين.
صدرت له العديد من المؤلفات والأبحاث، منها: إنشاء وتأسيس محافظة ريمة”، و”انقلاب عام 1955م في اليمن”. لقد كان شغفه بالتاريخ دافعًا له للانخراط في سبر أغواره، غير أن اهتمامه بتاريخ ريمة تحديدًا، جاء من تساؤله عن أسباب الطبقية التي مورست على المحافظة منذ سنوات طوال، لا سيما ما تعرض له المواطن الريمي من عنصرية مقيتة حتى فترات ليست ببعيدة، في ظل نظام طبقي مبني على التمييز وخلق الفوارق بين المجتمعات؛ الأمر الذي دفعه للتنقيب عن تاريخ ريمة وسكانها وعرض ما مثلته من أهمية خلال الحقب القديمة والمعاصرة، وما لعبته المحافظة خلال الأحداث التاريخية المختلفة.
- كيف يقدم المؤرخ حيدر نفسه للقارئ؟
“أولًا أقدم شكري وتقديري واحترامي للأخ “نادر الشرفي” ومن خلاله لموقع “ريمة بوست”، وأحب أيضًا أن أقدم نفسي حيدر علي ناجي العزي، مواطن بسيط جدًا، يحب منطقته، يحب يمنه، قدِّر له أن يقوم بخدمة هذه المنطقة “الجبيلة” سواء كان في مجال التربية أو في مجال التاريخ، والحمد لله أنا راضٍ عن هذا الدور، وأتمنى أن ينال رضى الجميع. هذا ما أقدم به نفسي، وشكرًا.”
- ما الذي دفع بحيدر العزي في الدخول لحقل التاريخ؟ وكيف كانت بدايتك في هذا الحقل؟
“الذي دفعني في الدخول إلى حقل التاريخ، أنه في مطلع السبعينات، كنا في صنعاء، وكان ينظر إلى ابن ريمة نظرة مناطقية فئوية، كنت أتساءل، لماذا أهل ريمة يحاولون أن يخفون بعضهم، أسمائهم أو انتمائهم أو منطقتهم، وما هو العيب الذي يعيب هذه المنطقة؟ هل لأنها ليست خيِّرة، ولكن فيها من الزراعة والأموال والجَمال، أليست سياحية؟ إنها سياحية من الدرجة الأولى.
فإذن لم يبقَ إلا أن نفتّش في التأريخ، ما الذي يعيب هذه المنطقة؟ وحاولنا أن نبدأ برحلة جديدة اسمها التاريخ، وقفت أمامنا عوائق كثيرة، سواء كانت من حيث جمع المصادر أو من حيث التنقل بين منطقة إلى أخرى، أو التصوير، لأنه في تلك الأيام لم يكن هنالك مجال لتصوير المواقع والآثار، ولا مجال لتصوير الوثائق والمخطوطات، ولكن تابعنا وتعبنا وحققنا جزء مما كنا نتوقعه، والصعوبات كانت كثيرة، سواء في التنقل من منطقة إلى أخرى، من مديرية إلى أخرى، من أسرة إلى أخرى.
الناس متخوفون أيضًا على وثائقهم، تأريخهم، لا يريدون الافصاح عما لديهم، ولكننا حاولنا أن نبذل جهد في إقناع كل شخصية حتى استطعنا نصل إلى الجزء الأدنى مما كنا نتوقعه، والحمد لله تحققت هذه تحقيقًا كاملًا.
- هل تأثر المؤرخ حيدر ناجي بشخصيات تاريخية أو ثقافية؟ اذكرها.
قرأت كثيرًا من الأبحاث والكتب التاريخية، ولم أتأثر بشخصيات معينة، ولكني كنت متأثرًا بمؤرخي الموسوعات، مثل”أحمد أمين” وكتب السّير، مثل “طه حسين” وآخرين. المؤرخ لا يستطيع أن يتأثر بشخص أو بآخر، ولكنه يكون خاضع للدراسات، متأثر بجميع الدراسات التاريخية التي يقرأها، وهي كثيرة، سواء كان في المرحلة الجامعية أو قبل وبعد الجامعة، ولا زلت إلى الآن أقرأ كثيرًا من الأبحاث التاريخية الجديدة، وأتأثر أحيانًا بالأسلوب الجيد لبعض المؤرخين الذين يكتبون بسلاسة وإيضاح، ويتقيدون بالمراجع والطرق العلمية الحديثة في المنهج التاريخي الجديد للكتابة.
- حدثنا –بقدر ما تشاء– عن محافظة ريمة من المنظور التاريخي. قِدمها، شخصياتها التاريخية… الخ.
من الصعب الإحاطة بمنطقة ريمة تاريخيًا، فكريًا، جماليًا، وسياحيًا، لكن جزء من تأريخها أصدرناه في كتاب “صفحات من تأريخ اليمن في ريمة”، وفيه تفاصيل كثيرة، يجب على كل قارئ أو باحث أن يعود إلى هذا الكتاب لأنه خلاصة جهد كبير، ولا زالت أيضًا هناك مشاريع لكتب تتعلق بتأريخ ريمة، في مشروع كتاب عن شخصيات تاريخية في محافظة ريمة، وفي أيضًا مشروع كتاب هذه هي ريمة، نقدم فيه كل عزلة على حدة، جميع العزل في ريمة 89 متوزعة على 6 مديريات، وفيها تفاصيل كل عزلة بموقعها الجغرافي، سكانها، عشائرها، تأريخها، كل عزلة على حدة. وهناك أيضًا مشروع كتاب عن وثائق ومخطوطات في ريمة، وهناك أيضًا مشروع كتاب عن المواقع الأثرية والسياحية في ريمة، ولا تزال كلها أيضًا تنتظر الإصدار، لكن الكتاب الذي هو بين أيدينا صفحات من تأريخ اليمن من ريمة، يعتبر نموذج جيد، وفيه جهد أكثر من ثلاثين سنة تقريبًا، ويجيب على كثير من التساؤلات التي تدور في المخيلة.
- كيف ساهمت ريمة في ثورة 26 سبتمبر؟
كانت ريمة ولا تزال طاعة مع الدولة منذ صبيحة يوم 26 سبتمبر، اندفع أصحاب ريمة بدون مزايدات وبدون شروط للدفاع عن الجمهورية، وكان هناك الكثير من الكتائب والمعسكرات والألوية التي انضم إليها أبناء ريمة للدفاع عن الثورة، وقاتلوا فيها قتال مستميت، وكان آخرها في حصار السبعين، سيطروا على طريق الحديدة بحوالي ثلاثة ألف مقاتل، رغم أنه في تلك الفترة، كانت تُعرف ريمة بأنها مع الملكية، ولكنها ضحت بكل غالٍ ونفيس في سبيل الدفاع عن الثورة حتى انتصرت، وكان أبناؤها هم الأوائل في هذا الحدث، ولم يقفوا مع الثورة من أجل الحصول على المناصب ولم يكونوا يريدون أي عطاء أو أي مقابل سوى انتصار الثورة. نعم، هذا ما كان فيه من مساهمة ريمة في ثورة 26 سبتمبر المجيدة.
- برأيك.. متى يستحق الباحث في التاريخ أن يلقب بالمؤرخ؟
لا يستحق المؤرخ لقب المؤرخ إلا إذا كان مدركًا لأهمية التأريخ، والنقد التاريخي، وجمع الوثائق والمصادر والمراجع. باختصار، المؤرخ هو رئيس محكمة، والمراجع هي لديه الشهود، وعليه أن يفصل في الوقائع على ضوء المراجع والمصادر التي هي الشهود لديه، وبهذا يكون من يستطيع أن يبت في هذه الوقائع التي توردها المصادر والمؤرخ، أما من يكتب مذكراته أو تأريخه فهي عبارة عن مذكرات يستفيد منها الناس، ثم تتحول بعد ذلك إلى تأريخ، أي أن كل ما كتب في التأريخ لا يعتبر تأريخًا إلا بعد مرور خمسين عامًا على الأحداث. هذه هي المنهجية التي أشار عليها العالم كله في هذا الاتجاه.
- سَمِّ لنا أهم المؤرخين اليمنيين حاليًا؟
المؤرخون اليمنيون المعاصرون كثيرون جدًا، يجمعهم قسم التاريخ في جامعة صنعاء، وجامعة عدن، وجامعة الحديدة، والجامعات اليمنية الأخرى، عددهم كثير، هم الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه في قسم التاريخ، وهم الذي يمكن أن نطلق عليهم مؤرخين، كانوا أكثرهم أساتذتنا، وأذكر من هؤلاء الأساتذة الذين تتلمذنا على أيديهم، الدكتور “يوسف محمد عبدالله” وهو مؤرخ للتاريخ اليمني القديم، والدكتور “سيف مصطفى سالم” وهو مؤرخ للتاريخ الحديث، والدكتور “عبدالرحمن الشجاع”، والدكتور “حسبن العمري”، وكثير من المؤرخين اليمنيين المعاصرين الذين يدين لهم التاريخ اليمني بالكثير من عطاءاتهم وإبداعاتهم، سواء كانوا حققوا مخطوطات أو حققوا مواضيع، ولا يزالون إلى الآن يشرفون ويعملون ويواصلون الدراسة والبحث والتحقيق، وبهذه المناسبة أيضًا هناك موسوعة “وصاب التاريخية“، والتي تعنى بتأريخ وصاب، ونحن نشيد بها لأنهم مجموعة من الشباب المتحمسين لجمع تاريخ وصاب، وقد انجزوا الكثير في هذا المجال.
ونسأل من الله التوفيق للجميع.
- نلاحظ دائمًا أن المؤرخ اليمني هو رجل كبير في السن، لماذا برأيك؟ وهل تعتقد أنه من الممكن أن يكون للشباب دور فعَّال في الحركة التاريخية؟
المؤرخون عادةً ما يكونوا كبار السن، لأنه يجب أن يحصل على الدكتوراه حتى يكون مؤرخًا، ويصبح أستاذًا مساعدًا، وبعد أن يقدم أبحاثه أيضًا حتى يصل إلى مرتبة البروفيسور، لابد أن يكون أيضًا أكبر سنًا، وهذا لا يمنع من أن يكون المؤرخ شابًا، فكثير من الشباب أبدعوا وانجزوا رسالاتهم في الماجستير والدكتوراه، وحتى بعض الأحيان نرى أنهم يبدعون أكثر من غيرهم في أبحاث عادية. المهم في المؤرخ أن يكون متحمسًا لموضوعه، وأن يكون صادقًا في تناوله، وأن يسعى لإنجاح هذا البحث بكل الوسائل والطرق حتى؛ لو خسر الوقت والجهد والمال في سبيل نجاح هذا، فكل ما كان عاشقًا للتاريخ كلما استطاع أن ينتج الكثير من الإبداعات، حتى لو لم يكن قد حصل على درجة علمية، لأن الأساس هنا هو أن يعرف الباحث الطريقة الحقيقية ويلتزم بشروط البحث التاريخي، وبعدها لا يهم السن ولا يهم الموضوع الذي تناوله إلا بقدر ما أبدع فيه وبقدر حماسه في إنتاج هذا الموضوع.
- هل سجلت الكتابة التاريخية حضورها في الساحة الثقافية اليمنية أم أنها ما زالت متعثرة ومنسية؟
علم التاريخ علمٌ مستقل بذاته، منفصل عن الثقافات الأخرى، لكنه جزء من العلوم الغير تطبيقية أو العلوم الإنسانية التي تنال اهتمام البشر وقد سجّلت حضور كبير، لكن إعادة الماضي صعب، وسيظل دائمًا يبحث عن الماضي في جميع تفصيلاته وجزئياته، ولن ينتهي هذا البحث حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وعلى الباحثين أن يدركوا أنه لا يزال الماضي بحاجة إلى جهودهم لاستكشافه، وهو إعادة الماضي، وعندما ينجز المؤرخ بحثه يجد أنه عاش الماضي والحاضر والمستقبل لأنه قادر أن يتوقع ما الذي سيحدث غدًا بناءً على استنتاجاته وبناءً على قراءة الماضي، فالزمن كله عبارة عن مقدمات ونتائج، لابد أن يدركها المؤرخ جيدًا.
- كيف ترى حال الثقافة في اليمن؟ وهل تبشر بنهضة؟
الثقافة في اليمن تسير في هذه الأيام إلى مرحلة صعبة كما هي المرحلة الصعبة التي يعيشها البلد، ودائمًا لا تزدهر الثقافة والفنون والعلوم وغيرها إلا عندما تزدهر الأحوال الاجتماعية والعلمية ويحدث تطور في المجتمع، وحينها فقط يتجلى الإبداع، لكن في وقتنا الراهن لا يوجد اهتمام بالتراث والمسرح والسينما والأدب وبالشعر أيضًا. والشعر في الغالب يصبح منصة للمناكفات السياسية، وعندما تختلط السياسة بالثقافة يحدث انهيارًا، ونحن اليوم في مرحلة انهيار، نسأل الله تعالى أن نتجاوز هذه المرحلة فهي مرحلة صعبة جدًا.
- ما هو تقييمك للبحث التاريخي اليمني في الوقت الحاضر؟
البحث التاريخي في اليمن بحاجة إلى ثلاث عوامل: أن يكون هناك أرشيف ومراجع متوفرة، وأن يكون هناك إمكانيات للبحث في الآثار والمواقع الأثرية والتاريخية البعيدة التي تحتاج إلى زيارات ودراسات وتوثيق، حتى الآن لا أعتقد أن جميع وثائق الماضي قد تم أرشفتها، فهناك أكثر من سبعين ألف وثيقة تاريخية عن اليمن في الأرشيف العثماني بتركيا لا تزال بحاجة إلى جمع وأرشفة وتوثيق.
فالبحث التاريخي في اليمن يُعاني من صعوبات والمؤرخين يبحثون دائماً عن الموضوعات التي تتوفر مراجعها. وسيظل البحث التاريخي بحاجة إلى اهتمام من الدولة، واهتمام من المؤسسات الثقافية حتى تُوفر جميع ما يحتاجهُ الباحث من أدوات ومراجع وارشيف ووثائق.
كل هذا بحاجة إليه المؤرخ اليمني، لكن ظروفه لا تمكنه أنهُ يذهب مثلاً إلى اسطنبول ويقوم بجمع الوثائق وترجمتها، ولا يستطيع أيضًا أن يُسافر إلى الأرشيف البريطاني أو الأرشيف الفرنسي، لأن لدينا هناك الكثير من الوثائق المتعلقة باليمن بحاجة إلى ترجمة وجمع وإخراج ودراسة. وهذا يدل بصراحة على أننا لا نزال بحاجة إلى الكثير من المراحل حتى تتوفر للمؤرخ اليمني أدواته المطلوبة.
- هل مرَّ اليمن بمرحلة تاريخية تشبه المرحلة الحالية؟
لا أعتقد أن اليمن قد مرَّ بمرحلة تشبه هذه المرحلة المعاصرة، كل مرحلة من المراحل اليمنية السابقة استمرت لفترة محددة ثم انتهت، إلا أن ما نعيشه اليوم هو أسوأ مرحلة تعيشها اليمن، ونسأل الله أن نتجاوز هذه المرحلة بسلام.
- هناك بعض الباحثين في التاريخ يرفضون فكرة الانتماء العروبي لليمن، ويقولون بأن اليمن أصل العرب ولكنها ليست عربية، فالفرع هو من ينسب إلى الأصل وليس العكس.. إلى أي مدى تتفق مع هذا القول؟
اليمن بمفهوم الإسلام وبعد الإسلام إلى يومنا هذا هي أصل العرب، كان العدنانيون والقحطانيون هم من حملوا الرسالة والعروبة إلى جميع أنحاء العالم، وكانوا يتنافسون ويتسابقون على السلطة والمنصب في جميع المدن الإسلامية التي فتحت ما بين القيسية واليمنية، لا أحد يستطيع أن ينكر اليمن من يمنيته، لكن إذا تكلمنا عن اللغة العربية التي هي لغة القرآن فهي كانت لغة قريش، حيث كان في كل قبيلة لهجة، ففي اليمن كان في هناك الكثير من اللهجات التي قد تتفق مع اللغة العربية التي هي لغة قريش وقد تختلف، وعندما تم الاتفاق على أنه يتم تعميم لغة قريش فلأنها لغة القرآن والناس كانوا بحاجة إلى دراسة القرآن وتفسيره ومعاني كلماته.. إلى آخره. فأصبحت هي ما يعرف باللغة العربية هي لغة قريش، ولكن من حيث الأصل العروبي فاليمن أصل العرب، وعندما يدخل واحد يدرس تاريخ العرب القديم فإنما يدرس تاريخ اليمن وتاريخ العدنانيين والقحطانيين، فهم كانوا قبل الإسلام، وهم الأساس، وكانت اليمن فيها مدنية كبيرة أشهر من أن تُعرَّف، لا يستطيع أحد أن ينكر هذه، ولا يمكن لأي شخص أن ينتزع اليمن من هذه العروبة، كما أنه أيضًا لا يمكن لأي يمني أن ينتزع عن نفسه يمنيته، كمن يقول “أنا من الجنوب العربي” أو “من الشمال”، فاليمن هي أصل العروبة، وهوية أي مواطن في هذا البلد تتمثل في يمنيته وعروبته وإسلامه، وهذه الثلاثية موجودة في كل يمني.
- ما المشاكل التي دائمًا ما يواجهها المؤرخ اليمني؟
كل مؤرخ كما قلنا لابد أن يلتزم بضوابط ومعايير النقد التاريخي والبحث، لا نستطيع أن نسمي مؤرخًا إلا إذا ألتزم بالضوابط والمعايير، لذلك إن من أبرز الصعوبات التي تقف أمام الباحث أحيانًا، انعدام المراجع التي يستطيع أن يعتمد عليها، فلا يمكن لمؤرخ أن يقوم بالكشف عن الماضي دون أن يكون لديه مراجع يعتمد عليها وإلا لأصبح الأمر تخمينًا وفنتازيا.
- ما هي المشروعات العلمية والفكرية التي انتجها المؤرخ حيدر في طوال حياته الأكاديمية؟
عملت جهدي في إيجاد تأريخ ريمة، ولأنني كنت متخصصًا في التأريخ فقد انتجت مجموعة من الأبحاث، من أهمها: الانقلاب 1955 في اليمن، والذي حصلتُ به على درجة الماجستير، ونشرته وزارة الثقافة حينما كانت صنعاء عاصمة الثقافة سنة 2004 هناك بعض الأبحاث منشورة في صحيفة الجمهورية وأبحاث أخرى لا زالت محفوظة، وهناك أيضًا كتاب عن تأسيس محافظة ريمة خلال الأربع سنوات (إنشاء وتأسيس محافظة ريمة) وهذه الدراسة الأخيرة أصدرها التوجيه المعنوي سنة 2011، ولا تزال الكثير من الأبحاث، سواء تلك التي تتعلق بتأريخ ريمة أو التأريخ اليمني. عمومًا، لا زالت أيضًا قيد الإصدار، وإن شاء الله نتفرغ لإصدارها جميعًا في القريب إن شاء الله.