السياحة في ريمة… زوار بلا مأوى ومطاعم لا تشبع جائعاً

‏  4 دقائق للقراءة        777    كلمة

بعد يوم حافل بالتنزه والجلوس في الأماكن الطبيعية المحاذية للطريق الرئيسية بمديرية الجبين، لم يجد علي مزاحم، 41 عامًا، وهو من أبناء محافظة الحديدة، غرفةً فندقية واحدة لقضاء ليلة برفقة أسرته في مركز المحافظة، من أجل استئناف زيارته السياحية في اليوم التالي لأماكن طبيعية أخرى والاستمتاع بالأجواء الريفية الباردة والهواء النقي، خلال فترة عيد الفطر.

 

لعدم وجود غرفة تأويه وأسرته في الجبين، اضطر علي للعودة إلى مدينة الحديدة مساء ذات اليوم الذي أتى فيه، رغم رغبته ورغبة أسرته في قضاء بضعة أيام للسياحة والتنزه، لا سيما أن لا يملك أصدقاء أو أقارب هناك، حيث كان بإمكانه المبيت في ضيافتهم، ما يجعل انعدام الفنادق والمتنزهات بريمة مشكلة يقع فيها الكثير من زائريها.

يقول علي، إنه قام بزيارة إلى ريمة (الجبين) من أجل قضاء أوقات ممتعة في طقس بارد ومتنفسات طبيعية رائعة ومفتوحة خلال عيد الفطر المبارك، مع ارتفاع درجة الحرارة في مدينة الحديدة، حيث كان ينوي البقاء مع أسرته في ريمة لأربعة أيام، كونها الزيارة الأولى التي شعر فيها بالارتياح.

ويضيف في حديثه لـ”ريمة بوست”: لكن للأسف عدنا إلى الحديدة في نفس اليوم مساء، ولم تستمر الزيارة سوى يوم واحد، فلم نجد غرفة نسكن فيها ونرتاح، فليس هناك سوى 2 فنادق شعبية، كانت خلال تلك الفترة مليئة بالساكنين، حتى أنها لا تتمتع بأي خدمات جيدة حتى يمكن تسميتها فنادق، كوني قد جلست فيها يومًا واحدًا قبل زيارتي الأخيرة هذا العيد.

بالرغم من أهمية مديرية الجبين كمركز للمحافظة وقبلةٍ للكثير من الزوار سواء من مديريات ريمة أو من المحافظات المجاورة، إلا أنها ما تزال حتى اليوم تفتقر إلى العديد من المقومات التي تؤهلها لتصبح وجهة سياحية، أبرز تلك المقومات الفنادق والمطاعم، إذ لا يوجد سوى فندقين شعبيين، يفتقران إلى أبسط الخدمات الضرورية.

مطاعم فارغة وفندقين مليئان بالحشرات

علي مزاحم، واحد من العشرات من زوار محافظة ريمة خصوصًا خلال فترة عيدي الفطر والأضحى، إذ يعانون من انعدام المساكن والفنادق في مختلف المديريات، ما يشكّل عائقًا يحول دون بقائهم للسياحة والراحة لأيام عدّة؛ بل ويتسبب في عزوف وتراجع الكثير عن القيام بزيارات سياحية، نتيجة انعدام الخدمات.

في حديثه لـ”ريمة بوست” يقول المواطن محمد الفلاحي، 28 عامًا، من أبناء مديرية بلاد الطعام، إن أكثر ما يخشاه الزائر لمركز الجبين، هو انعدام السكن المناسب بسبب عدم وجود فنادق مؤهلة، تقدم خدمات جيدة، حيث يوجد فندقين اثنين ذات خدمات رديئة ولا تشجع على السكن فيهما.

ويوضح محمد، أن سعر حجز الغرفة الواحد في الجبين يصل حدود 7 آلاف ريال في اليوم الواحد، مشيرًا إلى تجربة خاضها هناك قبل أشهر قليلة “سكنت في غرفة لا تستحق ذلك السعر لأن الخدمات سيئة، المياه في الفندق غير نظيفة والأثاث والمفروشات قديمة وبالية، والحشرات تملئ غرف الفندق”.

أما المطاعم، فلا يخفي محمد، أن هناك العديد من المطاعم الشعبية المنتشرة في مراكز المديريات، لكن خدماتها بسيطة وتقدم مأكولات محدودة، حيث لا يحصل الزائر أو الضيف على الطعام فيها إذا تأخر من بعد وقت الظهر قليلاً، سواء المطاعم في مركز المحافظة أو المطاعم المنتشرة في مراكز المديريات.

مخاوف الاستثمار

ويشكو الكثير من زائري محافظة ريمة سواء للسياحة أو العمل من انعدام الفنادق ومعاناة السكن، الأمر الذي يجعلها منطقة طاردة للسياح والزائرين القادمين من مناطق بعيدة، إذ لا تختلف مديرية عن أخرى في هذا الشأن، نتيجة لانعدام الاستثمار والمستثمرين في مجال السياحة والفندقة.

إلى ذلك، يُرجع عمار أحمد، ناشط اجتماعي، انعدام المستثمرين في هذا المجال، إلى افتقار المحافظة للأنشطة السياحية والاقتصادية الفاعلة التي تعطي زخمًا واسعًا على مستوى اليمن ويساعد في ارتفاع نسبة الزائرين والقادمين إليها، ليشجع المستثمرين على الانخراط في عمل مشاريع استثمارية سواء كفنادق أو مطاعم فخمة وغيرها.

مقومات طبيعية تعاني الإهمال

يرى عمار في الوقت ذاته، أن “بالمقابل مخاوف المستثمرين تجاه عمل مشاريع سياحية كالمتنزهات الطبيعية وغيرها.. هي أحد أسباب ضعف الحركة السياحية في المحافظة، موضحًا، أن ريمة تمتلك مقومات سياحية طبيعية تحتاج إلى الاستغلال الصحيح من قبل الجهات المعنية والمستثمرين”.

ويشير عمار، إلى أن محافظة ريمة تمتلك مناطق ريفية ساحرة وشلالات طبيعية وأودية وواحات خضراء، تستحق أن تكون وجهات سياحية، إذ لا تقل جمالاً عن محافظة إب، غير أنها بحاجة إلى ترويج جيد وتوفير خدمات فندقية ومطاعم وغيرها، لتجذب الزائرين وتنعش حركة السياحة الداخلية بشكل كبير، لتعود الفائدة على الجميع.

لكن رغم ذلك يؤكد عمار، أن الأمل باقٍ في أن تلقى المحافظة حقها من الاهتمام في الجوانب الاستثمارية والسياحية سواء من قبل الجهات الحكومية المعنية أو مستثمري القطاع الخاص، لتبدو أمام الجميع بصورتها الجميلة وتنوعها الجغرافي والطبيعي الفريد.