دراسة بحثية للباحثة” سهام البدجي “حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين النساء اليمنيات

‏  6 دقائق للقراءة        1107    كلمة

منتصف مارس المنصرم 2022م، أصدرت الباحثة اليمنية سهام البدجي، من نساء محافظة ريمة، كتابها الأول بعنوان “Using social media among Yemeni women’s” باللغة الانجليزية، وهو عبارة عن دراسة بحثية تناولت فيه نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين النساء اليمنيات ومدى تفاعلهن مع القضايا المجتمعية عبر وسائل الإعلام الجديدة.

 

ندرة الدراسات المتعلقة بالمرأة اليمنية وحضورها في وسائل التواصل الاجتماعي؛ شكّل دافعًا للباحثة البدجي للشروع في البحث وتصميم الدراسة التي أخذت منها وقتًا متوسطًا للوصول إلى معلومات ونتائج مفيدة، ركّزت في مجملها على وسائل التواصل والإعلام الجديد كونه الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي، وفقًا للبدجي معدّة الدراسة.

 

تضيف لـ”ريمة بوست” : لاحظت وجود تفاعل قوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من النساء في كافة القضايا المجتمعية خاصة السلام. وجود النساء ونشاطهن ووجود مسميات لتكتلات نسائية وكان هناك قصور في تفعيل الدور، ما يدفع للتساؤل عن مدى استخدام النساء لوسائل التواصل الاجتماعي ومدى تفاعلهن وماهي أكثر الوسائل أهمية بالنسبة للنساء اليمنيات؟

 

متغيرات اختيار العينة

 

اعتمدت الدراسة التي أعدّتها الباحثة في مجال الإعلام والاتصال سهام البدجي، على عينة من النساء اليمنيات من مختلف المراحل العمرية، بلغت عددها 110 امرأة، من مختلف المناطق اليمنية، واختيرت العينة وفقًا للعديد من المتغيرات الديموغرافية، العمر، المؤهل العلمي، الحالة الاجتماعية، المستوى المهني، مجال العمل، وسنوات الخبرة.

 

ومثّلت النساء اللاتي تتراوح أعمارها ما بين (32-38) ما نسبته 34.5% من عينة الدراسة، فيما مثّلت الفئة التي تتراوح أعمارها (39 عامًا فأكثر) 30.9%، والفئة التي تتراوح أعمارها ما بين (25-31) عامًا، 27.3%، والفئة التي تتراوح أعمارها ما بين (18 – 24) عامًا، 7.3% من مجموع نسبة عينة الدراسة.

 

وركّزت معدّة الدراسة في اختيار العينة على النساء الموظفات والمتعلمات، حيث بلغت نسبة الموظفات 75% من حجم العينة، توزعت أعمالهن في مجالات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والصحافة والنشاط الاجتماعي والحقوقي والحزبي، فيما 15% غير عاملات، و4% ربات منازل و6% ما زلن قيد الدراسة.

 

ومن حيث المستوى الدراسي، بلغت نسبة النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس 57% من عينة الدراسة، بينما الحاصلات على درجة الدراسات العليا 34.5%، والحاصلات على شهادة الدبلوم 2.7%، إضافة إلى 5.5% من عينة الدراسة حاصلات على شهادة الثانوية العامة، وهو ما يؤكد اختيار الباحثة للفئة المستهدفة بعناية.

 

“فيس بوك” الأكثر استخدامًا

 

ومن خلال تحليل المتغيرات التي اختيرت على أساسها عينة الدراسة، فقد تبيّن أن 100% من النساء اليمنيات يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، جاء موقع التواصل “فيسبوك” في أعلى قائمة المواقع المستخدمة في أوساط العينة التي استهدفتها الدراسة، بنسبة 94%، وهو الوسيلة الأكثر فاعليةً، وفقًا للدراسة.

 

فيما جاء تطبيق “واتساب” في المرتبة الثانية بنسبة 93%، يليه تطبيق “اليوتيوب” بنسبة 52%، وتطبيق “تويتر”، بنسبة 55%، وتطبيق “انستغرام” بنسبة 16%، وتطبيق “غوغل” بنسبة 2%، وتطبيق “تلجرام” بنسبة  5%، وتطبيق “سناب شات”  بنسبة 7%، بينما قال 8% من نسبة العينة أنهم يستخدمون برامج تواصل أخرى.

 

وأظهرت الدراسة الوقت الكبير التي تقضيه النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أوضحت أن 36.4% من النساء عينة الدراسة تقضي أكثر من خمس ساعات يوميًا، في حين تقضي 30% فترة ما بين (2 – 3) ساعات يوميًا، بينما تقضي 29.1% ما بين (3 – 4) ساعات يوميًا، كما تقضي 4.5% فقط من عينة الدراسة أقل من ساعة يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أثر استخدام وسائل التواصل على الوعي بالقضايا المجتمعي

 وعن علاقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالوعي بالقضايا المجتمعية، أكدت الدراسة، أن فئات النساء الصحفيات والناشطات في مختلف المجالات هنّ أكثر فعالية ووعيًا حول القضايا والمجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما فئة النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين (32- 38) عامًا، وهي الفئة الأكثر وعيًا بالقضايا قيد الدراسة.

 

وتعتبر الدراسة مرجعًا يبيّن أهمية دور الإعلام الجديد في المساهمة في نقل صورة إيجابية للمجتمع اليمني، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا المرأة ومشاركتها السياسية وحقوقها الديمقراطية، وكيفية تأثير الإعلام الجديد في قضايا المرأة بالاعتماد على دورها الفاعل على تلك المنصات الرقمية التي أصبحت نافذة نحو العالم.

 

وبالرغم من صدور الدراسة باللغة الانجليزية نتيجة صعوبات أبرزها تكاليف دار النشر، إلا أن البدجي تؤكد أنه سيتم ترجمتها إلى اللغة العربية خلال الفترة القادمة، موضحةً أن فكرة الدراسة ناتجة من القراءة المتعمقة التي بدأت مع دراستها لمرحلة الدكتوراه عام ٢٠١٩م، والتي ركزت فيها على الإعلام ودوره في تعزيز ترويج دور المرأة وتعليمها.

 

وتعمل معدّة الدراسة سهام مصلح البدجي، كناشطة وباحثة في مجال المرأة وبناء السلام، حاصلة على درجة البكالوريوس من قسم الصحافة جامعة صنعاء، ودرجة الماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة كوفمبو بالهند، وتعمل حاليًا على إعداد أطروحة الدكتوراه في ذات الجامعة بالهند، والتي تناقش دور الإعلام الحديث في التثقيف والترويج لدور المرأة اليمنية من أجل بناء السلام في اليمن.