“وصلت البيت وكان الجيران في منزلي مصابين بالهلع، وأطفالي الصغار يبكون ويرتجفون خوفا بعدما رأوا ما تعرضت له أمهم”.. هكذا يروي لنا الزوج أحمد أحمد علي 38 عاما، تفاصيل ما تعرضت له زوجته أمينة وفقدانها الحياة على يد والدها وشقيقيها.
قبل تسعة أعوام تزوج أحمد أحمد علي 50 عاما بأمينة وكان عمرها أنذاك 19 عاما، وعاشا معا حياة هادئة في منزل الزوج بمنطقة سامد بالجعفرية. لم تخلو تلك السنوات من الخلافات والمشاكل بين والدها المواطن عبد الله ناجي الشلبي وزوجها المواطن أحمد أحمد علي، بل كانت تزيد تعقيدا يوما بعد يوم، ولكنها لم تؤثر في علاقة أحمد بزوجته، رغم سعي والدها إلى تعكير علاقتهما، وقيامه أكثر من مرة بمنعها من العودة إلى بيت زوجها وأطفالها، حتى وصل به الحد أن قام في الفترة الماضية بمنعها من العودة لزوجها وأطفالها، والاعتداء عليها بالضرب المبرح هي وزوجها في منزله، حد قول الزوج.
حينها رفع الزوج قضية في المحكمة ضد والد زوجته، بعد أن تعرض هو وزوجته للاعتداء، الأمر الذي دفعها للتوقف عن زيارة بيت أهلها خوفا من ظلم والدها، وتفاديا للمشاكل والخلافات التي تحدث بين زوجها ووالدها، فهي أم لخمسة أطفال، ولا تريد تركهم، بحسب حديث زوجها.
ويضيف محدثنا لـ “ريمة بوست” أنه كعادته في الذهاب إلى السوق كل يوم سبت، ذهب صباح يوم السبت 4 أبريل الحالي، للسوق لشراء احتياجات الأسرة، غير مدرك لما قد يحدث في غيابه، خاصة أنه يسلك أودية وطرق لا تتوفر فيها شبكة الهاتف الجوال إن حاول أحد الاتصال به. وبينما كان في السوق، ذهب والد زوجته المواطن عبدالله ناجي مع اثنين من إخوتها، إلى منزله، للانتقام من زوجته لأنها توقفت عن زيارتهم.
إذ يقول الزوج أن والد زوجته أتى مع اثنين من أبنائه إلى منزله، وقاموا بالاعتداء على زوجته وضربها ضربا مبرحا بالعصي والسلاح الأبيض، وبمؤخرة البندقية التي كان يحملها أخوها، وذلك بسبب أنها لم تقم بزيارتهم. حاول نجل زوجها الدفاع عنها إلا أنه تلقى ضربة في رأسه كادت أن تفقده وعيه.
كانت أمينة ضعيفة أمام ظلم وقسوة والدها وإخوتها الذين لم يرحموا بكاء أطفالها حولها، والذعر الذي عاشوه، بل قاموا بأخذها بالقوة إلى بيتهم الذي يبعد ما يقارب ثلاثة كيلومتر، أحدهم يمسكها ويسحبها من شعرها وآخر يوسعها ضربا بعصى غليظة، حتى وصلت بيت والدها والدماء تسيل منها، والكدمات والجروح تغطي كل جسدها، وهي شبه مغمى عليها، ولم يمر سوى دقائق قليلة حتى فارقت الحياة، هي وجنينها في شهره السابع، حد قول الزوج.
ويستطرد والحزن يبدو في حديثه : إنه حين عاد إلى المنزل وجد الجيران هناك مصابين بالهلع، وأطفاله الصغار يبكون ويرتجفون خوفا بعدما رأوا ما تعرضت له أمهم، سأل الموجودين عن ما حدث فأخبروه أن والد زوجته وأبنائه قد أخذوا زوجته “أمينة”، فذهب إلى منزل والدها فوجدها جثة هامدة وجسدها يسيل دما ومليئا بالكدمات والجروح، قام حينها بأخذ جثمانها إلى مستشفى النهاري في منطقة المشرافة، المحاذية لمديرية وصاب بذمار، وأسعف أيضا نجله من زوجته الأولى عبدالله 24 عاما، الذي تعرض لجروح في رأسه بسبب ضربات بعصى غليظة، وهو يحاول الدفاع عن زوجة أبيه.
ويؤكد محدثنا أنه بعد حدوث جريمة مقتل زوجته، قام الأمن بالقبض على المتهمين، والدها عبدالله ناجي وإخوانها الإثنين، أكرم وجلال، وأجرى التحقيق معهم، وهم مودعون في السجن بمديرية الجبين، ويشير إلى أن المحكمة في ريمة قامت بتحويل القضية والمتهمين إلى المحكمة الجزائية بمحافظة الحديدة، ويشير أن جثتها ما زالت في ثلاجة مستشفى الثورة بالحديدة، وأنه ينتظر القضية حتى تأخذ العدالة مجراها ويتم إصدار حكم ينصف الضحية، ليقوم بدفنها.
يستذكر الزوج حياته مع زوجته التي أصبحت جثة هامدة، والعبرة تخنق حديثه، “كانت زوجة صالحة، تحترمني وتحب أطفالي، وتحافظ على بيتي. وكانت نعم الزوجة. تزوجتها قبل تسعة أعوام وما وجدت منها إلا كل الخير”. ويضيف” تزوجتها وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، وعلمتها القراءة والكتابة وكيف تصلي، وتعلمت كل شيء”.
ينظر إلى أطفاله الصغار الجالسين حوله، والحزن بادِ على وجوههم بعد أن فقدوا أمهم، ثم يختم حديثه واصفا وضعه وأطفاله: “تركت أمينة البيت حزينا. أطفالنا الخمسة كل يوم يسألوني عنها متى ستعود للبيت، فأحس بالوجع يخنقني”.