أسماء الجعدي..صانعة أمل ومُلهمة للنجاح

‏  5 دقائق للقراءة        822    كلمة

ينادونها بصانعة الأمل، كونها صغيرة العمر كبيرة الطموح، بإصرار وعزم انطلقت في طريقٍ تملؤها الأشواك، معبدةً بالصعاب والمتاعب، لتحقق طموحها ولتصنع املاً وتشق درباً للمرأة اليمنية نحو مستقبل المساواة وعدم التمييز.

أسماء الجعدي، فتاة من محافظة ريمة – مديرية الجعفرية – عزلة بنى الجعد، ولدت في عام 1995م وولد معها طموحها، فكان هو رفيقها الذي يمنحها دفعات من الثقة بالنفس عندما كانت تخذلها الحياة، رسمت حلماً أن تكون قائدةً في مجتمع يعتبر المرأة عيب وعار.

بدأت تعليمها الأول في صنعاء فكانت متميزة بين رفيقاتها، ففي عامها الأخير من المدرسة عام 2012م قامت بتأسيس شركة طلابية تعمل على تنمية مهارات المبدعين والمخترعين، وبنفس العام انطلقت مع بعض زملائها للمشاركة بمسابقة إنجاز العرب، التي اُقيمت في دولة الكويت، فشاركت باختراع جهاز لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح، فكان هذا الاختراع صنع محلي، انتجوا بعضاً من هذه المولدات وعملوا على تسويقها وبيعها، فكانت من تدير التسويق والعلاقات العامة، فنجحت في أن تجعل اليمن تصل للمرتبة الأولى من بين خمسة عشر دولة شاركت في المسابقة.

وعند عودتها إلى اليمن وبعد تخرجها من الثانوية العامة، ولإيمانها بأنه لا توجد نهضة إلا بالعلم فعملت متطوعةً للتدريس في أحد المدارس الحكومية التي كانت آنذاك تفتقر للمدرسين، فتقول اسماء عن العمل التطوعي ” تلقيت كمية من الانتقادات وجرعات من الإحباط ممن هم حولي بسبب التطوع في العمل الاجتماعي والإنساني، ولكن التطوع هو السعادة والحياة التي انحرم منها الكثير، ففعل الخير وإسعاد الأخرين أكبر سعادةً ممكن ان تحصل عليها”.

فلأسماء تأريخ من الصراع والكفاح حيث أنها تعيش في مجتمع كل ما تفعله الفتاة أو تحاول فعله يعتبر عيبا، متحججاً أن لا مكان للفتاة والمرأة إلا بيت أهلها او بيت زوجها, ولكنها واجهت كل هذه الصعوبات التي جعلت منها شخصية قوية وناجحة, فأهلها الذي كانوا مترددين بدعمها وتشجيعها أصبحوا الأن فخورين بها, وبما تفعله.

ففي مجال التنمية فقد كانت المنسقة الأولى لمشروع ضد الحرب الذي كان ضمن مشروع مواطنة فاعلة، ودربت أيضاً مع العديد من المنظمات الإنسانية في مجال التنمية البشرية وإدارة الموارد ومجال حقوق الإنسان والإنعاش المبكر والتجسس للنزاعات، وايضاً في مجال أو مشروع صناعة السلام.

وفي عام 2015م قامت بمبادرة أنا موجود الإنسانية فكانت هي الأقوى من بين كل المبادرات الإنسانية، حيث استطاعت أن تقوم بأعمال عجزت عنها أغلب المنظمات، فكانت هذه المبادرة بميزانية بسيطة، ومع ذلك استطاعت أن تقدم الدعم المادي والغذائي للمئات من الفقراء والنازحين الذين شردتهم الحرب.

ومع تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض في اليمن عملت أسماء على التوعية بمخاطر هذه الأوبئة والأمراض فكانت تنزل ميدانياً الى المدارس، وتلقي الدورات التوعوية على الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور، الأمر الذي زاد من حب الناس لها، حيث كان همها الأول هو حياة الناس وصحتهم في الوقت الذي كان فيه تجار الحرب والمنظمات الأخرى تتاجر بحياتهم وصحتهم.

وبجهود حثيثة لتنمية مهارات الشباب كونهم الشريحة المهمشة من قبل الحكومات اليمنية المتعاقبة، فقد عملت مع مشروع تضافر الذي تنفذه مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف كمدربة للتنمية المهارات الحياتيه في العديد من المدارس.

كثير هو الإحباط والتنمر الذي يمارس ضد الفتيات في اليمن وخاصةً بنات الأرياف , ولكن هناك بعض الأسر وقفت مع بناتها في محاولة منها على تغيير نظرة المجتمع للفتاه, ولكن يظل اليمن أكبر مجتمع يحاول بطريقة او بأخرى لقمع وكبح جماح المرأة والفتاة حتى ان البعض من المثقفين والمتعلمين يفعلوا ذلك ويتحججون بقولهم (نحن مجتمع محافظ ولا مجال للمرأة إلا منزلها) فتقول أسماء ( بدايةً كان الجميع يُحبطني بقصد او بدون قصد حتى والدتي, كانت تقول مكان المرأة المنزل وليس من الضروري أن أكمل تعليمي الجامعي, ولكن عند مشاركتي بمسابقة إنجاز وفوزي بالجائزة بدأ الجميع يرفعوا من معنوياتي ويقفون الى جانبي, فأي شخص عنده أهداف ومؤمن بها سوف يجعل من حوله يؤمنوا به وبنجاحه وإنجازاته”

وها هي الآن لا يفصلها إلا أيام عن حفل تخرجها من كلية التجارة قسم إدارة أعمال، لتبدأ بمشروعها الجديد التي تقول بأنها ستقوم بتأسيس مركز تدريب للشباب وتقول انه سيكون مركزاً فريداً من نوعه وسيعود بالكثير على هذا المجتمع، فإيمانها بأن للتعليم دور كبير في الوصول إلى جيل المساواة، وتمكين الفتاة والمرأة اليمنية في كل مجالات الحياة لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعليم. ومع الدراسة وضغوطها إلا أنها قررت الاعتماد على نفسها، وألا تكون عالة على أسرتها فها هي تعمل الآن في شركة صرافة في صنعاء لتساعد نفسها وأسرتها على الوقوف في وجه الظروف التي تمر بها البلاد.

فأسماء صنعت مثلاً مشرقاً للفتاة المثالية التي تستطيع أن تغير مستقبل جيل بإكمله، بثقتها بنفسها وطموحها، واملها بأن المستقبل سيكون أجمل.

وتختم أسماء برسالة توجهها لكل فتيات ونساء اليمن “أذا لديك هدف وحلم تريدين الوصول اليه، اولاً ثقي بنفسك، ثم ضعي هدفك نصب عينيك ومهما حصل لا تتخلي عن أيمانك بالوصول، صحيح ستواجهين الكثير من التحديات والصعوبات، ولكن عند وصولك لحلمك ستعرفين بأنه كان يستحق كل ذلك”.