عزلة ​خـضـم بالجبين.. مـفـصـل الـجـبـل والـسـهـل

‏  2 دقائق للقراءة        383    كلمة

تعتبر عزلة “خضم” في مديرية الجبين بمحافظة ريمة، واحدة من أهم النطاقات الجغرافية التي تمزج بين الطبيعة الجبلية والامتداد التهامي.

تقع العزلة في الجهة الغربية للمديرية، وتمتد على مساحة 19 كم²، ما يمثل 5.4% من إجمالي مساحة المديرية، محتلةً بذلك المركز الرابع في ترتيب العزل من حيث المساحة.

الموقع والحدود الجغرافية

تمثل خضم حلقة وصل استراتيجية؛ حيث يحدها من جهة الشرق عزلتي “بني خطاب” و”بني جديع”، ومن الجنوب “بني القحوي”، بينما تطل من الشمال على أجزاء من “الحديدية”.

أما من جهة الغرب، فتمتد حدودها لتلامس “التكارير” وأطراف مديريتي “السخنة” و”المنصورية” التابعتين لمحافظة الحديدة، مما يمنحها ميزة جغرافية فريدة.

الديموغرافيا والتقسيم الإداري

وفقاً لبيانات العام 2004م، يقطن العزلة 6238 نسمة، موزعين على 906 أسر تسكن في 839 مسكناً. وتصل الكثافة السكانية فيها إلى 328 نسمة لكل كم².

إدارياً، تتكون العزلة من 12 قرية رئيسية تتبعها 107 محلات، وأكبرها “وادي الرباط” بـ 20 محلاً، يليه “السلف” بـ 15 محلاً، ثم “المصبحي” و”المغربة” بـ 14 محلاً لكل منهما.

الجذور اللغوية وأصل التسمية

في قواميس اللغة، يُشتق اسم “خضم” من “الخَضْم” وهو الأكل بأقصى الأضراس أو العيش في رغد.

أما تاريخياً، فيُرجح أن الاسم يعود لجدٍ جامع سكن المنطقة، حيث ذُكرت “خضم” كقبيلة قوية وواسعة الانتشار في تاريخ الطبري خلال أحداث صدر الإسلام، مما يؤكد أن التسمية موغلة في القدم وليست مجرد وصف طارئ للمكان.

المكانة التاريخية والأسر العلمية

لعبت خضم أدواراً محورية عبر العصور؛ ففي عهد الدولة الصليحية، برز “بنو الحرازي” كوجاهات إدارية وجبوية رفيعة. وفي الجانب الروحي، اشتهرت قرية “شزهب” بوجود الشيخ “علي عبد الرحمن الحداد” الذي نقل الطريقة القادرية إلى اليمن، ولا يزال ضريحه ومدرسته العلمية معلماً بارزاً يربط حاضر العزلة بماضيها الصوفي والعلمي العريق.