في أحد أيام سبتمبر الهادئة، استفاقت قرية شاحط التابعة لمديرية الجبين في ريمة على مشهد لم يكن ليخطر ببال أحد. لم يكن الأهالي يعلمون أن مصيراً مأساوياً كان يتربص تحت جنح الظلام.
اليد الشاهدة والكلب المنقذ
بينما كان بعض المارة يتجولون في القرية، اخترق هدوء المشهد عنصر مروع: كلب كان يتجول بين فكيه بقطعة لم تكن غنيمة عادية. كانت يد إنسان؛ يد مبتورة وشاحبة تصرخ بالاستغاثة.
هكذا، وبقسوة غير متصورة، كُشفت خيوط جريمة قتل القاصرة حسناء الشامي. تلك اليد المبتورة أعلنت بلا كلمات أن جريمة قد وقعت، وأن الضحية لم تُدفن بعدالة. أدرك الأهالي بفطرتهم المذعورة أن اليد كانت دليلاً. تتبعوا الكلب، الذي قادهم إلى منحدر جبلي كثيف، حيث كانت جثة حسناء ملقاة ومُدحرجة بشكل قاسٍ، في محاولة يائسة لإخفائها بعد أن أنهى الزوج حياتها بما سُمي “عشاء الحليب” المسموم.
زواج السجن وعقدة التملُّك
كانت حسناء قد تزوجت في مايو 2025م من عبده إبراهيم جريد، الموظف الأمني. لكن الزواج تحول سريعاً إلى سجن خانق. لم يكن السبب سوء المعاملة فحسب، بل “عقدة شك وامتلاك” لدى الزوج، الذي رأى في شريكته ملكية يمكنه أن يحكم عليها بالإنهاء.
الأكثر إثارة للصدمة هو أن القاتل كان له تاريخ عنيف مع النساء، حيث سبق أن عامل زوجتين سابقتين بسوء بالغ قبل أن يتم تطليقه منهما بتدخل أسري. هذا السجل يطرح سؤالاً مؤلماً: لماذا سُمح لمن لديه كل هذا العنف الموثق بأن يتزوج مرة ثالثة من شابة صغيرة، لتتكرر حلقة العنف المميتة؟
خيانة الأمان وتخطيط الإعدام
لم يكن القتل عملاً طائشاً، بل عملية إعدام مخطط لها بمساعدة شريكه (أ. ح.)، زميله في العمل الأمني. هذا الشريك هو من نصح الزوج بنقلها إلى مركز المحافظة لتسهيل الجريمة، ووفر له السم.
في ليلة 13 سبتمبر 2025م، تحوّل الحليب إلى فخ مميت. وعندما بدأت حسناء تتألم، كانت يد الزوج هي الأداة الأخيرة التي أجهزت عليها، كاتمةً أنفاس ضحية أخرى للعنف الأسري. بعد الوفاة، لم يكتفِ القاتلان، بل حاولا محو هوية الضحية، ثم لفا الجثة في بطانية وشوالات ودحرجوها من علو لإخفائها. ثم عادا لممارسة عملهما الأمني وكأن شيئاً لم يحدث.
خيط الحبل دليل القصاص
بعد أن قاد الكلب الناس إلى الجثة، بدأت التحقيقات بالتركيز على دليل مادي بسيط ولكنه حاسم: خيط الحبل الذي لُفت به الجثة. تمكنت السلطات من تتبع مصدر هذا الحبل وصولاً إلى البائع، ومنه إلى المشتري: القاتل عبده إبراهيم جريد نفسه.
بسرعة فائقة، ألقي القبض عليه. وأمام التحقيق، انهار الزوج واعترف بالجريمة المروعة، مؤكداً مشاركة زميله أ. ح، الذي تم إلقاء القبض عليه هو الآخر.
اليوم، بعد أن اهتزت ريمة بهذه الجريمة الشنعاء، وفي ظل الكشف عن سجل الجاني السابق في إيذاء النساء، ينتظر الأهالي كلمة العدالة القاطعة، لتكون هذه القصة المأساوية عبرة توقف عجلة العنف ضد المرأة التي لا تتوقف.
ملاحظة تحريرية: ريمة بوست لا تؤكد أو تنفي صحة التفاصيل والوقائع الواردة في هذا القصة، وتنقله كما وصلها من مصادرها الخاصة، ولا تتحمل مسؤولية صحتها الكاملة، ويبقى الحكم النهائي للجهات القضائية المختصة.





















