يعتمد غالبية السكان في مختلف مناطق ريمة على خدمات الانترنت اللاسلكي (إنترنت الهاتف المحمول) التابعة لشركة يمن موبايل، كون خدمات الإنترنت فيها أسرع مقارنة ببقية شبكات الاتصالات (سبأفون، MTN، واي)، سيما في ظل انعدام خدمات الانترنت السلكي بريمة عدا عن بعض الخطوط المتوزعة في مراكز بعض المديريات، ولا تغطي سوى عددًا قليلاً من المشتركين.
مثّل الاعتماد على خدمات الانترنت اللاسلكي في ريمة عائقًا كبيرًا في حياة السكان، خصوصًا مع ضعف التغطية في بعض المناطق وانعدامها في البعض الأخر، ما حرم الكثير من الوصول لخدمات الإنترنت والاتصال.
بيد أن انقطاع الانترنت اللاسلكي (3G) بشكل كامل، صباح الجمعة 21 يناير المنصرم نتيجة تعرض سنترال الاتصالات بمدينة الحديدة لقصف جوي؛ كشف حجم المعاناة التي يتكبدها السكان في مختلف المناطق، وسلّط الضوء على مشكلة انعدام خطوط الانترنت السلكي في محافظة، يقارب عدد سكانها نصف مليون نسمة.
في حديث لـ”ريمة بوست” يقول المواطن محمد الجماعي: “ليست كل الناس في ريمة تمتلك انترنت سلكي (الواي فاي)، لذلك حين توقفت خدمات الثري الجي عن محافظة ريمة بقينا في عزلة عن الناس وكلما حاولنا نفتح انترنت كل محاولة تنتهي بخيبة أمل”. وبالرغم من ضعف خدمات الإنترنت اللاسلكي (3G) بريمة إلا أنها تمثّل نافذة للبعض للخروج للعالم.
وانقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت في اليمن بشكل عام صباح الجمعة 21 يناير نتيجة تعرض البوابة الدولية للإنترنت في مدينة الحديدة لقصف جوي، لتعود بعدها خدمة الإنترنت يوم الثلاثاء 25 يناير إلى مختلف المحافظات اليمنية، في حين ظل الانترنت اللاسلكي ((3G بمحافظة ريمة خارجًا عن الخدمة، حتى يوم الأحد 30 يناير، بعد 9 أيام على انقطاعه.
خطوط لا تفي بالغرض
إلى ذلك، تقول أسماء محمد، 25 عامًا، إن خطوط الهاتف الثابت السلكي في ريمة قليلة ولا تغطي سوى القليل في مركز المحافظة، ما جعل عودة الانترنت بعد انقطاعه لخمسة أيام، ميزة فقط لمن هم يملكون خطوط الهاتف الثابت، بينما بقية الأهالي في معظم القرى، معزولون عن العالم بلا إنترنت، عدا وجود شبكات لاسلكية خاصة ذات سرعة بطيئة، يعتبر وجودها وانعدامها على حد سواء.
إلى ذلك، أوضح المهندس نجيب باشا، رئيس قسم الخدمات في إدارة الاتصالات بريمة، أن خطوط الهاتف الثابت السلكي (نقاط الإنترنت) قليلة جدًا، ولا يتجاوز عددها 1300 نقطة متوزعة في مركز المحافظة والمديريات الست. وهي نسبة ضئيلة جدًا لا تغطي أدنى احتياجات السكان من الإنترنت.
ويضيف باشا لـ”ريمة بوست” أن المحطات ADSL المتوفرة في ريمة قديمة ولم يعد حتى بالإمكان التوسع في مختلف المناطق لعدة أسباب أهمها عدم توفر التروس التي تستخدم في الربط، نتيجة لصعوبة شراها من الخارج في ظل الوضع الحالي الصعب والمعقد.
مشروع WFBB للاتصالات والانترنت
ويكشف الباشا، أن إدارة الاتصالات بريمة تعمل على حل مشكلة انعدام الإنترنت في مختلف مناطق المحافظة، من خلال توفير محطات لا سلكية تابعة لمشروع محطات الإنترنت WFBB (الجيل الرابع) الذي تم تدشين العمل على انشاءه في محافظة الحديدة في يناير المنصرم، مشيرًا إلى أنه العمل يجري لبدء عمل هذه المحطات في أمانة العاصمة بشكل أولي.
وردف أنه تم حجز حصة محافظة ريمة من المحطات اللاسلكية WFBB وسيتم من خلالها توفير توفير خطوط انترنت واتصال ثابت في ذات الوقت، وستغطي خدماتها مناطق واسعة من التجمعات السكانية بريمة، مؤكدًا أنه سيتم خلال الشهور القادمة البدء في الترتيب لتركيب تلك المحطات في المحافظة.
ويستطرد، أن أجهزة الاستقبال (المودمات) الخاصة بمحطات الإنترنت WFBB ستكون مرتفعة التكلفة إلى حد ما، مرجحًا أن بالتأكيد هناك حلول لذلك من قبل المؤسسة العامة للاتصالات تناسب أوضاع ذوي الدخل المحدود وتمكنّهم من الحصول على خدمات الإنترنت بأسعار معقولة.
بالرغم من عودة خدمات الإنترنت اللاسلكي لمحافظة ريمة الأحد 30 يناير المنصرم، إلا أنه لا تزال الكثير من المناطق تشكو من عدم توفر الإنترنت نتيجة ضعف تغطية الشبكة أو انعدامها بشكل كامل في بعض المناطق، فهل سيأتي اليوم الذي تحصل فيه كل المناطق الريفية على حقوقها الاتصال والإنترنت؟