شبدأت خلال الأسبوع الماضي أعمال ترميم عشوائية من قِبل بعض السكان في بني الضبيبي بمديرية الجبين، لمسجد “جنان التاريخي” عبر بناء عِماد اسمنتي لتدعيم سقفه الأثري الذي يحتوي على نقوش ومخطوطات قديمة، بعد تساقط جزء منه نتيجة التآكل والأمطار في فبراير المنصرم.
وقال سكان محليون إن محاولات الترميم أتت بعد انتظار الجهات المختصة لأكثر من ستة أشهر، للقيام بعملها في ترميم المسجد غير أن الأخيرة لم تباشر عملها، حد قولهم.
في حين قال أستاذ السياحة والآثار بجامعة صنعاء الدكتور محمد العروسي، إن ترميم المعالم الأثرية لا يجب إطلاقا أن يتم إلا بواسطة متخصصين، مشيراً إلى أهمية اسناد العمل إلى متخصصين في مجال ترميم المعالم الأثرية، لضمان سلامة أعمال الترميم وسيرها وفقًا لمنهجية علمية حديثة.
وأضاف في تصريح لـ”ريمة بوست”، أن ترميم جزء من أي معلم أثري يتم من خلال استخدام مواد بنفس نوعية المادة القديمة من أجل الحفاظ على المظهر التاريخي والقيمة الفنية والإبداعية للمعلم الأثري، وأن الترميم باستخدام مواد حديثة، يعتبر خطأ لا يجب القيام به من قبل أي جهة.
وحول الدور الحكومي يُجيب مدير مكتب هيئة الآثار بالمحافظة، حسن القليصي، إن الجهات الأمنية أوقفت بالأمس عملية الترميم التي قام بها الأهالي، كون ذلك يمثل ضرر على الآثار التي تحتاج إلى عملية ترميم مختصة ومدروسة بما يحافظ على خصوصيتها التاريخية ونمطها القديم.
موضحاً لـ”ريمة بوست”، إنه منذ فبراير المنصرم تعرض سقف المسجد لأضرار عدة، وعمل الكتب على متابعة هيئة حماية الآثار بصنعاء، من أجل ترميم المسجد، غير أن الهيئة تتنصل عن إرسال لجنة أثرية مختصة بترميم المعالم الأثرية، معللة ذلك بعدم وجود التمويل، فيما السلطات المحلية بالمحافظة لم تتكفل حتى اليوم بتكاليف اللجنة، حد قوله.
وأكد في الوقت ذاته، أنه خلال اليومين الأخيرين، تواصل مع هيئة حماية الآثار ووزارتي الثقافة والأوقاف بصنعاء، بهدف وضع حد للتدهور الذي يتعرض له مسجد جنان التاريخي، وسرعة القيام بترميمه، مطالبًا وزارة الأوقاف بتحديد جزء من عائدات الأوقاف بريمة لصالح ترميم وتأهيل المعالم الأثرية بالمحافظة.
ويعد مسجد “جنان” التاريخي من المساجد التاريخية التي بنيت قبل ٤٠٠ عام تقريباً، غير أنه لم يلاقي أي اهتمام من قبل الجهات المختصة.