3 دقائق للقراءة 443 كلمة
ريمة بوست/خاص
بعد سبعة أعوام من الصراع مع المرض انتقل إلى رحمة الله أمس الثلاثاء الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن محمّد بن علي بن سبأ الهِتاريّ عن عمر ناهز 95 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل في تدريس وتعليم العلوم الشرعية والقضاء والفتوى و إصلاح ذات البين.
العلم والعمل.
كان الفقيد العلامة، فقيه، مفتٍ، وقاضٍ، وأحد الأعلام الدينية والعلمية ببلدته ريمة. ولد مطلع عام 1920 ميلادية، ببني هِتار التابعة لعُزلة بني الضُبَيْبي بالجبين، ابتدأ حياته بدراسة القرآن الكريم وعلومه على يد والدة، لتتواصل رحلته العلمية بالسفر إلى مدينة زَبيد والدراسة فيها على يد العلماء: (محمد سليمان الأَهْدَل)، و(محمد علي بطاح الأَهْدَل)، و(محمد داود بطاح الأَهْدَل)، و(محمد أحمد السالمي)، و(محمد أحمد الحنفي)، و(عبدالله زيد المغربي)، و(أحمد خليل)، و(حسين محمد الوصابي)، و(محمد بن عمر الأَهْدَل).
وبعد إنهاء رحلته العلمية بدأ الشيخ الهتاري العمل في مجال التدريس، بعد أن أجازه عدد من شيوخه، وعُيّن مديرًا لإدارة إحدى المدارس في منطقة (الأعبوس)، بمدينة تعز عام 1961 للميلاد، ثمّ عاد إلى مسقط رأسه بريمة، فأسّس رباطًا علميًّا، تولّى التدريس فيه، فتخرّج على يديه جماعة من طلبة العلم، ولم يختصر عمل الهتاري في مجال التدريس لكنه عمل على الفصل في الخصومات، وكان أمينًا شرعيًّا، ومصلحًا اجتماعيًّا، كما تولّى حينها الإفتاء والتوجيه والإرشاد في محافظة رَيْمَة، بحسب موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، للدكتور عبدالولي الشميري.
مؤلفاته اللغوية والفقهية.
زخرت حياة الشيخ الراحل بمؤلفات عديدة، منها ما طبع، مثل تحذير القسّام من العمل في الوصيّة خلاف شريعة الإسلام،ومؤلّفات أخرى فقهية، ولغوية مخطوطة. كما قام بتحقيق كتاب (الثغر البسّام عن معاني الصور التي يزوّج فيها الحكّام) للعلّامة (بدر الدين الكردي). وله مؤلفات أخرى في علم المواريث لكنها غير مطبوعة. وكان المنتقل إلى جوار ربه فقيهًا وشاعرًا، ومن أشعاره قوله في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
(صلّى الجلالُ على الجمالِ محمّدٍ
ذاك المغطّى بالجلالِ جمالُهُ
أزْرى به شمس الضحى فأصابها
كلفٌ وأنكرَ ظلها إقْبالُهُ
فهو الذي حازَ الفَخارَ جميعهُ
وهو الذي ولهتْ به عذّالُهُ
وبه جميعُ الحسنِ كانَ مصوّرًا
ومن البها قدْ حلَّ فيه كمالُهُ
وفي أواخر عام 1995م، فقد الشيخ الهتاري بصره، وظل يصارع المرض حتى تدهورت صحته في السنوات السبع الأخيرة، ليفارق الحياة في الـ 26 من مايو 2020، ويشيع جثمانة اليوم الأربعاء في العاصمةصنعاء تاركًا خلفه ميراثًا زاخرًا بالعلوم الدينية والفقهية، وسيرة عطرة ناصعة بالعلم.