انقطعت فرص لقاء المغتربين داخل اليمن وخارجه بـ أُسرهم في عيد الفطر هذا العام، بسبب جائحة فيروس كورونا الذي ألقت بتداعياتها على حركة التنقل محليا ودوليا. وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على فرحة العيد وبهجته لدى المغتربين وأسرهم.
أحبة غائبون قسراً
أم محمد 61 عاما، أمٌ لستة أبناء (رجال)، ثلاثة منهم يعملون في السعودية، وآخر يعمل في المملكة الأردنية الهاشمية. كان يأتي عيد الفطر فيعودون جميعا ليتشاركوا طقوس العيد مع والدتهم ووالدهم، غير أنهم في هذا العيد لم يستطيعوا العودة بسبب توقف الرحلات الجوية، وإغلاق المنافذ البرية لليمن أمام العائدين، في إجراء احترازي قامت به السلطات المعنية للحد من انتشار فيروس كورونا.
تقول أن العيد لم يكتمل ولا تشعر بأنه مميز عن بقية الأيام، كون أربعة من أبنائها في المهجر بعيدين عنها وعن أسرهم وأطفالهم، وتشعر بالخوف عليهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وتضيف الحاجة “أم محمد” في حديثها لـ”ريمة بوست”، أنها كانت تتمنى أن يكون العيد مثل كل عام، لأنها تشعر بالسعادة والفرحة حين ترى أولادها وأسرهم مجتمعين حولها في مجلس واحد.
الأطفال أيضًا، للعيد في أنفسهم وقعٌ خاص ولحظات جميلة تتجلى بوضوح وسط أعينهم البريئة، ابتهاجا بعودة آبائهم المغتربين، ولكن كانت الظروف هذه المرة أكبر من أشواقهم. يقول نبيل يوسف 12 عاما، أنه ليس سعيدا بالعيد مثل كل مرة لأن والده بعيدا عنهم، ولم يستطيع العودة إليهم في منتصف رمضان كالعام الماضي.
لقاءات افتراضية
ورغم اشتياق الأهالي في العيد لذويهم المغتربين الذين تسببت جائحة كورونا بمنعهم من العودة، إلا أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تقريب المسافات بينهم، من خلال اتصالات الفيديو عبر شبكة الانترنت، إذ يعتمد الكثير منهم على الاتصال بأسرهم بالصوت والصورة من خلال تطبيق الإيمو.
تشير الحاجة “أم محمد” في حديثها عن أولادها أن “الحمدلله رغم انهم بعيدين لكني اشوفهم كل يوم لأنهم يتصلوا بنا صوت وصورة (تطبيق الإيمو)، وكأنهم موجودين معنا”.
ويرى المغتربون، أنه بالرغم من رداءة خدمة الانترنت في مناطق ريمة، ومعاناتهم عند الاتصال بأهاليهم، إلا أن ذلك يخفف عنهم وحشة الغربة التي يعيشونها. يقول عبده أحمد 28 عاما، مغترب في المملكة العربية السعودية، أن اتصاله الدائم بأسرته بالصوت والصورة، يساعده في التغلب على الحجر المنزلي المفروض على المدينة التي يعمل فيها.
مخاوف التنقل بين المحافظات
في السياق ذاته، قال العديد من أبناء ريمة العاملين في مدن يمنية أخرى، أنهم فضّلوا عدم العودة إلى مناطقهم هذا العيد بسبب مخاوفهم من أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا، فينقلوه إلى أهاليهم في الريف، وهو الأمر الذي سيتسبب بمأساة صحية، حد قولهم.
ويؤكد عبد الكريم قاسم 35 عاما، عامل في العاصمة صنعاء، أنه اختار المكوث في صنعاء خوفا على أهله، خاصة عندما أعلنت وزارة الصحة عن وجود مصابين بفيروس كورونا، ويشير أن ما زاد مخاوفه هو انتشار شائعات عديدة تتحدث عن وجود حالات إصابة كثيرة في سكان صنعاء.
وكان قد أطلق العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي نصائح عدة تدعو المواطنين الساكنين في المدن بعدم السفر إلى الأرياف حفاظا على سلامة أهاليهم، أبرزها: “يا أهل المدن لا تسافروا إلى القرى في العيد، لا تنقلوا الوباء إلى المساكين والأكثر فقرا”، والتي قالها الدكتور فهيم العبسي، استشاري العناية المركزة بصنعاء، وقد لاقت رواجًا عاليا لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
كما دعت وزارة الصحة والسكان أمس السبت، المواطنين لقضاء أيام العيد في منازلهم وبين أطفالهم، وحذرتهم من التنقل بين المحافظات والمديريات أو السفر إلى لقضاء إجازة العيد. وذلك حرصا على سلامتهم وأهاليهم من تفشي فيروس كورونا المستجد.