ما إن ترتفع أصوات العصافير إيذانا ببدء يوم جديد، وانبلاج نور صباح أول أيام العيد حتى تشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من البيوت في ريمة. لحظات فقط للنضوج، ثم تبدأ الرائحة تنتشر في الأزقة والطرقات المحاذية للبيوت، كاشفة عن نوع لذيذ من الكعك البلدي والتي تسمى باللهجة المحلية “البناون”.
تعتبر “البناون” وجبة أساسية لا يمكن أن تخلو بيت منها، خاصة صباح أيام العيد. إذ تقوم النساء بإعدادها إلى جانب أنواع أخرى من الكعك مثل: المعمول، والبيتي فور، وغيرها. ويتم تناولها على الفطور مع كأس من البن أو الشاهي كونها وجبة خفيفة ولذيذة يسهل هضمها.
وللكعك البلدي نكهة خاصة وشكل خاص تنفرد به محافظة ريمة عن غيرها من المحافظات، بحيث يمكن عملها بكل أنواع الدقيق، سواء الأبيض أو الذرة الحمراء أو الشعير، والذرة الشامية، والذراء البيضاء. وتقوم طريقة إعداد الكعك على وضع الدقيق وعجنه بالماء الدافئ والخميرة، ورش العجينة بالحبة السوداء والسمن البلدي، وأحيانا يضع البعض الحليب والبيض. وقديما كان غالبية الأسر تفضل عجن الدقيق بالحليب والسمن البلدي الخالص.
ليتم فيما بعد تقسيم العجينة إلى قطع صغيرة دائرية أو إلى أشكال مختلفة باستخدام الأدوات الخاصة بتشكيل المعجنات. غير أن بعض النساء تتفنن يدويا في وضع نقوش متنوعة وجميلة على الكعك، ثم رشها بحبات السمسم، ووضعها في تنور يعمل بالغاز أو تنور حطبي، حتى تنضج، لتبدو في شكلها النهائي ذات لون بني غامق أو ذهبي يميل إلى الاحمرار.