تجدد السلطات الصحية في محافظة ريمة دعوتها للمواطنين بالبقاء في منازلهم والإبتعاد عن التجمعات في المناسبات المجتمعية والأسواق، والإستجابة لقرارات وتوجيهات اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا، بضرورة التباعد المجتمعي الذي من شأنه أن يبعد خطر كورونا عن المحافظة.
يرى محمد عكيش، أحد أفراد فِرق الإستجابة الطارئة الذين يعملون في النقاط الأمنية على خط الحديدة ريمة، “أنه ما زال الناس يتنقلون بين المحافظتين غير ملتزمين بالتعليمات ونحن لا نستطيع إيقاف ذلك، بسبب الإعتماد الكلي للأهالي في ريمة على عملهم بالأجر اليومي، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نوعي المواطنين بضرورة الإلتزام بالحجر المنزلي لكنهم لا يستجيبوا لذلك وهذا ما يُشكل خطراً عليهم وعلى أهاليهم خصوصاً الذين يعودون من المحافظات الأخرى ويقولوا للجان الصحية والأمنية أنهم قادمون من محافظة الحديدة، لكي لا يتم حجرهم في المحاجر الصحية”.
بينما يقول المواطن أحمد قاسم 28عام من أبناء مديرية الجعفرية: “إن التباعد وعدم التزاحم في الأسواق والمناسبات بات أمراً لابد منه، خصوصاً أن الدولة قامت ببعض الإجراءات التي قد تكون بسيطة، إلا أن من الضروري أن يلتزم المواطنون بإجراءات السلامة، كون هذا الفيروس يُعتبر من أخطر الفيروسات بسبب سرعة إنتشاره، حيث عجزت أكبر الدول عن إحتوائه أو السيطرة عليه، وأن إلتزام المواطنين بالمحافظة بهذه الإجراءات يعتبر واجب، حتى لو كان ذلك يُعتبر صعباً عليهم إلا أن الإحتياط واجب.
ويضيف: “شهدت المحافظة إلتزام المواطنين بعدم إقامة حفلات الأعراس التي تُعتبر من أكثر أماكن التجمعات البشرية بسبب الروابط المجتمعية التي تربط أبناء المناطق الريفية ببعضهم، إلا أنه ما يزال الناس يتجمعون في مجالس العزاء والمناسبات الأخرى، وأن الأسواق مازالت مزدحمة كما كانت، وهذا يُعتبر خطأً ويُمثل كمية استهتار المجتمع الريفي بخطورة الفيروس، التي قد تكون لا سمح الله عواقبها كارثية في حال تفشي الفيروس”.
وقد تكون إستجابة أبناء الأرياف للتوجيهات والتعليمات بضرورة التباعد وعدم الإختلاط والتزاحم قليلة، إلا أن من الضروري الإلتزام بها كون اليمن سجلت حالة إصابة بالفيروس وهذا يدق ناقوس الخطر لكي يتنبه الناس بضرورة تنفيذ التوجيهات والقرارات الخاصة باللجنة العليا لمكافحة الأوبئة.
وبالرغم من إعلان تعافي المصاب بكورونا في محافظة حضرموت، ما تزال هناك مخاوف من أن تظهر أعراض الإصابة على من خالطهم.
ويحث الدكتور محمد عشيش مسؤول مركز الحجر الصحي في عزلة رماع بمديرية الجعفرية، المواطنين من أبناء محافظة ريمة القادمين من المحافظات الجنوبية أو الدول الأخرى، على الإلتزام بالحجر الصحي وأن يتعاونوا مع الجهات الأمنية واللجان الصحية في النقاط، لكي يجنبوا أهلهم ومجتمعهم من خطر كورونا، وأن حجرهم 14 يوماً خيرٌ لهم من أن يروا أسرهم ومجتمعهم يكتووا بنار المرض الذي لا يفرق بين صغير أو كبير.
وأردف عشيش قائلاً ” أرجوا من كل أبناء ريمة الذين في المحافظات الجنوبية والذين يريدون زيارة قراهم، أن يتريثوا بالعودة إلى المحافظة، لكي لا نضطر إلى حجرهم في هذه المراكز التي تفتقر الى أبسط أدوات الحجر، حيث أننا لا نجد البطانيات و الفُرُش أو حتى الأكل، ولا نجد أيضاً أبسط أدوات السلامة لنا نحن الفريق الطبي من كمامات ومعقمات برغم الوعود الصادرة من مكتب الصحة بالمحافظة بتوفيرها، لكننا حتى الآن لم تصل إلينا أي أدوات.
بحسب محمد عشيش، فقد استقبل مركز الحجر الصحي في عزلة رماع أكثر من 50 شخص تم عزلهم 14 يوماً، كان غالبيتهم قادمون من محافظتي الجوف ومأرب والبعض الآخر من المحافظات الجنوبية.
يقول الأستاذ فيصل أحمد ٤٠ عاما، أحد المعلمين بريمة، “عند المتابعة لأخبار فيروس كورونا، سترتجف رعباً من هول أرقام الحالات المصابة التي تزداد بالآلاف يومياً في أنحاء العالم وستدرك مدى خطورة هذا الفيروس، ومن الضروري على جميع المواطنين الإنصياع لأوامر الجهات المعنية كونها الأكثر دراية وعلماً ومتابعة بآخر المستجدات المتعلقة بهذا الوباء الخطير ”.
وبطبيعة أهالي ريمة الإجتماعية لا يمكن أن يلتزم المواطنين بالحجر المنزلي، خصوصاً العمال والمزارعين الذين يعملون بالأجر اليومي، وبقائهم في المنزل يعني جوع أهاليهم والأسر الذي يعولونها.
ويضيف عكيش: “لا يعلم هؤلاء المتهربين من الحجر الصحي أن هذا التصرف والتهاون بالحجر الصحي يُشكّل خطراً على عائلاتهم وعلى المجتمع بشكلٍ عام، حيث أن فترة حضانة الفيروس هي اسبوعين، وهذا يعني أنه قد لا تظهر عليهم أعراض المرض خلال فترة حضانة الفيروس، وقد ينقل أحدهم المرض لمجتمعه دون أن يعلم بذلك، وهذا يُنذر بكارثة صحية في ريمة التي تفتقر إلى أبسط التجهيزات الصحية للمراكز والمستشفيات”
وكانت وزارةالصحة العامة والسكان قد نفذت حملات توعية إذاعية وتلفزيونية للوقاية من فيروس كورونا الذي يتفشى في أنحاء العالم وتتزايد أعداد المصابين به في الدول العربية، وقد شهدت اليمن حالة اصابة واحدة في مدينة الشحر بحضرموت، ولكنها تماثلت للشفاء بحسب اللجنة الوطنية الطارئة لمواجهة فيروس كورونا.